كلينت إيستوود.. راعي البقر العنيد يودع الإخراج السينمائي بفيلم “المحلف 2”
عاد الممثل والمخرج الأميركي كلينت إيستوود الذي ناهز الـ93، إلى كاميرا السينما بعد انقطاع، مخرجا لفيلم "المحلف رقم 2" (Juror No 2) من بطولة نيكولاس هولت وتوني كوليت وغابرييل باسو، ويُعتقد أنه الفيلم الأخير لمسيرة الرمز السينمائي الغربي.
ولايزال إيستوود قادرا على الوقوف خلف الكاميرا مخرجا، وهو الذي قاد فرق العمل لأكثر من 41 فيلما وظهر في 60 أخرى ممثلا، وقام بأدوار البطولة في أشهر أفلام رعاة البقر الأميركية (الكاوبوي).
وفي “المحلّف 2″، يلعب هولت دور المحلف “جاستن كيمب” الذي يصارع معضلة أخلاقية بعد أن قتل شخصا في حادث قيادة متهور، ويحاول التلاعب بهيئة المحلفين لإنقاذ المتهم البريء دون أن يجرّم نفسه، وهو ما يخلق دراما قانونية مثيرة. وتلعب توني كوليت دور المدعي العام، ويجسد غابرييل باسو دور الرجل المظلوم الذي يخضع للمحاكمة.
وانقسمت مسيرة إيستوود السينمائية الطويلة إلى مراحل، من مرحلة أفلام رعاة البقر، وكانت مسيرته المهنية قبلها تعتمد على الأدوار الثانوية. وتغيرت أدواره بعد مسلسل “جلد خام” (Rawhide) حيث لعب دور راعي البقر رودي بيتس، وظهر في جميع حلقات المسلسل البالغ عددها 217، وانتهى في عام 1965، إلى مرحلة قدم شخصية الشخص المتمرد المعارض للسلطة الباحث عن العدالة،
وفي عام 1982 بدأت فترة أفلام المطاردات بفيلم فايرفوكس (Firefox)، ويدور حول طيار سابق في حرب فيتنام مكلف بمهمة سرية داخل الاتحاد السوفياتي لسرقة نموذج لطائرة نفاثة. وانتهت تلك الفترة بدوره في فيلم “في خط النار” (In the Line of Fire) عام 1993 والذي يدور في الفترة بعد اغتيال الرئيس الأميركي السابق جون كينيدي.
أما المرحلة الحالية من مسيرة إيستوود فهي مرحلة الرجل القاسي كبير السن المتجهم. فقد ظهر إيستوود في أغلب أدواره في هذه المرحلة التي بدأت منذ منتصف التسعينيات تقريبا كرجل عجوز سيئ المزاج عنيد وساخط على شيء ما، مثل دوره في فيلم “اضطراب عند المنحنى” (Trouble With the Curve) عام 2012، ويلعب فيه دور جوس لوبيل المدير التنفيذي العجوز الذي يكافح من أجل البقاء في منصبه بعد ظهور شاب طموح هو “جاستن تيمبرلك” يسعى لنفس المنصب.
والدور الأخير في هذه المرحلة هو دوره في فيلم “بكاء ماتشو” عام 2021، والذي لعب فيه دور مايك ميلو مدرب الخيول السابق المكلف بإحضار الصبي ابن رئيسه السابق إلى والده بعيدا عن أمه المدمنة، وخلال الرحلة من ريف المكسيك إلى تكساس يعلم الرجل الصبي الصغير معنى أن يكون رجلا صالحا.