الرئسيةحول العالم

الجنس مقابل الماء أو الموت عطشاً

تواجه العاصمة الكينية نيروبي، حاليًا، نقصًا في المياه بسبب عوامل مثل تغير أنماط الطقس وتقادم مرافق المياه.

يدفع المقيمون في مناطق مثل كيبيرا للبائعين من القطاع الخاص مقابل المياه، مما يعني أنهم يتحكمون الآن في إمدادات المياه والوصول إليها في المجتمع.

لكن الثمن الذي تدفعه النساء والفتيات أكثر بكثير من مجرد نقود.

فتحت عنوان “لا لإجبار النساء والفتيات على ممارسة الجنس من أجل الماء!” أطلقت الحركة العالمية على الانترنيت “آفاز AVAAZ” حملة دولية لجمع التوقيعات من مختلف قارات العالم ضد ما أسمته بالفظاعة المتمثلة في استغلال تجار الماء الجشعين في كينيا حاجة النساء والفتيات بأبشع طريقةٍ ممكنة، ويجبرونهنّ على ممارسة الجنس لقاء بضعة لتراتٍ من الماء.

وأوضخ “أفاز” أن “الفظاعة تجاوزت كلّ الحدود، حيث يقول الخبراء أنّه في كلّ يوم، تُجبر عشرات آلاف النساء والفتيات علي ممارسة الجنس مقابل الحصول على بضعة لتراتٍ من الماء. وعلى الرغم من الدمار الذي يلحق بحياة النساء، إلا أنّ هذا الابتزاز الدنيء قانوني تماماً في معظم الأماكن. تسعى منظمات حقوق المرأة اليوم في كينيا إلى إصدار قانونٍ ينهي هذا الاستغلال وقد طلبوا مساعدة مجتمع آفاز لذا ندعوكم للانضمام إليهم والمساعدة في وقف هذه الممارسة الشنيعة التي تُرتكب بحقّ النساء والفتيات”.

وتابعت “تخيلوا أن تكونوا بحاجةٍ للماء إلى درجة تجعلكم مستعدين لفعل أيّ شيء للحصول عليه!”

وأضافت “هذا ما تواجهه عشرات وربما مئات آلاف النساء والفتيات في أنحاء العالم كلّ يوم حسب تقديرات المختصين”.

وأشارت إلى أن “تجار الماء الجشعين في كينيا يستغلون حاجة النساء والفتيات بأبشع طريقةٍ ممكنة، ويجبرونهنّ على ممارسة الجنس لقاء بضعة لتراتٍ من الماء”. وأن “الفتيات الصغيرات يتعرّضن للاستغلال وتدمّر حياة النساء ولا خيارَ أمامهنّ”.

بل أن أكثر ما يثير الدهشة، حسب “أفاز” هو أنّ “هذه الممارسة البشعة قانونية تماماً نظراً إلى عدم وجود قانون يجرّمها!”.

وأضافت “أفاز” أن “تغيير هذا الواقع ممكن، حيث تقول منظمات حقوق المرأة في كينيا أنّ الحكومة تنظر في قانونٍ يجرّم هذه الممارسة، ولهذا فإنّ الضغط الشعبي العالمي قد يحدث فرقاً حاسماً”.

وأشارت إلى أن “المنظمات تطلب مساعدة مجتمع آفاز، وواجبنا يحتم علينا أن نقف في صفّ من هم الأكثر فقراً وتهميشاً في العالم، وأن نطالب بوقف تجارة الجنس مقابل الماء، وستقوم آفاز بتسليم العريضة إلى الحكومة الكينية عندما يصبح عددنا كافياً”.

وتحت عنوان “أوقفوا الابتزاز الجنسي في كينيا”، أشارت “أفاز” إلى أن “هذه الممارسة البشعة لا تخطر على بال إنسان وبالأخص إذا كان ينعم بالماء، لكنّ الماء في الأحياء الفقيرة في كينيا هو مادةُ ثمينة ونادرة. تقطع النساء والفتيات مسافات طويلة بحثاً عما يكفي من الماء للبقاء على قيد الحياة، ويقعن ضحيةً للابتزاز بسبب الحاجة الماسة”.

وأوضحت “أفاز” أن “الأمر لا يقتصر على كينيا، حيث يوجد الفقر المدقع، يوجد معه الابتزاز الجنسي، وقد تم توثيق حالات الابتزاز الجنسي مقابل الماء في بنغلاديش والمكسيك وكولومبيا أيضاً”.

وأضافت أن “هذه الممارسة تلقي بظلالها المدمرة على حياة النساء اللاتي يحملن وصمة العار ويتعرضن للنبذ من مجتمعهنّ، إلى جانب انتشار وباء الإيدز وزيادة حالات حمل القاصرات، ولكن قد يحدث للقانون الجديد فرقاً هائلاً عبر حماية حياة النساء والفتيات”.

ودعت الجميع إلى الانخراط في حملة التوقيع وقالت “انضموا إلى الناشطين الشجعان للدفاع عن حقوق المرأة في كينيا وطالبوا بوقف هذا الرعب. انضموا الآن!”.

وقالت “أوقفوا الابتزاز الجنسي في كينيا”، وأشارت “أفاز” إلى أنها “ناضلت من أجل حماية النساء والفتيات في جميع أنحاء العالم”. حيث سبق أن “طالبت بالمساواة في الحصول على التعليم، والحماية من الأنظمة التعسفية وناضلت من أجل حماية الحقوق الإنجابية للنساء في كل مكان، ولدينا الآن لدينا فرصة لتحقيق إنجازٍ مذهل، فلنغتنمها!”.

وخلصت “آفاز” إلى أنه و”بأملٍ لا ينتهي وعزيمةٍ لا تلين”، لن نكون وحدنا في هذه المعركة، وإذا جمعنا ما يكفي من التواقيع فسوف نوحّد جهودنا مع شبكة المجتمع المدني للمياه والصرف الصحي في كينيا (KEWASNET)، وشبكة المجتمع المدني الإفريقية للمياه والصرف الصحي (ANEW)، ومنظمة أومادي ترست (Umande Trust) والشجاعات الناجيات من فظائع الجنس مقابل الماء”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *