الهجوم على الدراما المغربية بين النقد والهدم
مع حلول شهر رمضان، وأحينا قبل ذلك بأيام، وحتى بعد نهايته، تبدأ سهام النقد توجه للإنتاج الفني والدرامي والإنتاج التلفزي على الخصوص، إذا كان النقد ضروري لتقويم الاعوجاج، وتطوير الإنتاج، لكن أن يتحول النقد إلى جلد الفن والفنانين المغاربة، دون تمييز، وتبخيس الانتاج المغربي، وإطلاق الدعوات إلى مقاطعة القنوات المغربية المنتجة، من طرف من يصنفون أنفسهم ضمن فئة “المثقفين” والإنتلجنسيا، وهم، في الحقيقة لم يكلفوا أنفسهم حتى الجلوس أمام التلفاز لمتابعة هذه الإنتاجات وتقييمها بموضوعية، هذا ما يعد “حقد” على كل إنتاج وطني، وعيونهم لا ترى إلا السواد والظلام.
في هذا الصدد تساءلت الكاتبة فوزية التدري “هل كل الأعمال الدرامية المصرية والسورية واللبنانية والعربية بصفة عامة التي شاهدناها منذ الصغر، وطيلة فترات إقبالنا على الأعمال العربية، كانت جيدة؟”، متابعة “الجواب في رأيي ومن منظوري: لا.. لم تكن كلها جيدة. كان بعضها جميل جدا، وبعضها مقبول، وبعضها ضعيف جدا، ومع ذلك لم نكن نصفعها بالنقد كما نفعل الآن مع أعمالنا المغربية”.
وأشارت التدري، في تدوينة على حسابها الخاص بموقع التواصل الاجتماعي إلى أن “الدراما المغربية في طور التقدم والتألق والإبداع فيها حاضر، صحيح أن بعض الأعمال ضعيفة جدا، ومنفرة، لكن جل ما يعرض في هذه السنين الأخيرة إلى غاية اللحظة، جميل في مجمله ويستحق التنويه والتشجيع، بل التصفيق”.
وأكدت الكاتبة أن “البناء عمل شاق”، وقالت “أعرف جيدا وأقدر التعب والضغوطات التي يعيشها صناع الفن أثناء التصوير وما قبله من تحضيرات”، مشيرة إلى أن “النجاح يقاس بالدرجات وسلمه عال”. مطالبة بـ”دعم الانتاجات المغربية بالنقد البناء”، أما الهدم “فهو سهل لأنه لا يتطلب سوى كلمات حارقة كالفلفل الحريف، تدمع العين والقلب وتحطم كل مجهود مميز”.
وبعد أن أشارت التدري إلى أنها لم تكن تتابع من قبل ما تعرضه التلفزة المغربية”، قالت “لكن في السنوات الأخيرة غيرت رأيي عندما جذبتني بعض الأعمال المميزة، فصرت أحرص على متابعة بعض الانتاجات التي تجعلني أفخر بكوني مغربية أنتمي لبلد، نجاحاته في عديد من المجالات بدأت تشرق وتبهر وتجعل الآخر البعيد، يسعى إلى التعرف أكثر فأكثر على حضارته وثقافته ونمط عيش سكانه”.
وبعد أن قالت إن “ثقافة الاعتراف فضيلة، وثقافة الهدم والعدمية مقيتة وسيئة”، دعت التدري إلى “التشبث بالفضائل والتصفيق لصناع الفن، ولنساهم في إعلاء الذوق الرفيع والراقي بالكلام الطيب الصادق دون اللجوء إلى وضع الفاكهة الفاسدة بجانب الصالحة في سلة واحدة والحكم بالاعدام على كل مجهود مميز، بعبارة ساخرة سوداء النكهة واللون: (التلفزة المغربية ما فيها ما يتشاف قلب على قنوات أخرى)”.