“لا تلتفت يساراً- يوميات الإبادة” لعاطف أبو سيف.. مُنع في مانشستر تحت ضغوط صهيونية
نجح اللوبي الصهيوني في مدينة مانشستر الإنكليزية في الضغط على مجلس المدينة لمنع تنظيم فعالية بعنوان "أصوات صامدة" التي كانت ستحتفل بكتاب الروائي الفلسطيني عاطف أبو سيف الصادر حديثاً بالإنكليزية بعنوان "لا تلتفت يساراً - يوميات الإبادة" (DON T LOOK LEFT)، والذي صدر بالعربية بعنوان "وقت مستقطع للنجاة – يوميات الحرب في غزّة" عن الأهلية للنشر والتوزيع في العاصمة الأردنية عمّان، وصدرت له ترجمات في 11 لغة أُخرى.
وكانت دار نشر كوما البريطانية أعدّت لتنظيم إطلاق للكتاب في 22 ابريل الجاري على المسرح البلدي في مانشستر يحضره ويشارك في القراءات كتّاب وفنانون بارزون، من بينهم الممثل كنغسلي بن أدير، والفنانة ماكسين بييك، والروائية البريطانية من أصول باكستانية كاميلا شمسي، إلا أن إدارة المسرح وتحت ضغط جماعات اللوبي الصهيوني اعتذرت عن استضافة اللقاء بعد موافقة سابقة.
وكانت جماعة الضغط الصهيونية المعروفة باسم “المجلس التمثيلي لليهود في مانشستر الكبرى”، أرسلت رسالة إلى إدارة المسرح اتهمت فيها أبو سيف بأنه “معاد للسامية” و”يُنكر المحرقة بحق اليهود”.
ونشرت المجموعة الصهيونية على موقعها في منصّة “إكس” أنها تقدمت لبلدية مانشستر ولجماعة الأدب في المدينة تطالب بوقف النشاط، لأن أبو سيف الذي كان وزيراً للثقافة في الحكومة الفلسطينية، وقت إصدار الكتاب، “منخرط بشكل صادم بمعاداة السامية وبنكران المحرقة”، وأن “آراءه لا مكان لها في مانشستر لأنها سترفع معاداة السامية ضد الجالية اليهودية في المدينة”.
وقالت المجموعة، إنها خاطبت أيضاً مجلس مدينة مانشستر واتحاد سلطات مانشستر الكبرى، وإدارة جامعة مانشستر المتروبولتان وجامعة مانشستر، بوصفهما شريكتين في جماعة الأدب في المدينة التي تقف مع النشاط.
وكتبت جماعة اللوبي الصهيوني أن “فكرة أن إسرائيل ترتكب حرب إبادة مجرّد كذبة، فالإبادة الوحيدة التي حدثت هي يوم السابع من أكتوبر حيث تم قتل أكبر عدد من اليهود في يوم واحد منذ المحرقة”.
وختمت الجماعة بأن “السماح بتنظيم هذه الفعالية يعني إعطاء منصّة لحالة معاداة للسامية، ما يهدد تماسك ووحدة المجتمع في مانشستر الكبرى، كما أنه يهدد بزيادة حالات معاداة السامية التي يواجهها اليهود في مانشستر منذ السابع من أكتوبر، وعليه فإننا نطالب بإلغاء هذه الفعالية”.
بدورها، أصدرت دار كوما بياناً صحافياً أعربت فيه عن خيبة أملها من قرار مجلس المدينة بإلغاء الفعالية، كما أعربت عن قلقها العميق من الاتهامات غير الصحيحة الموجهة لكاتبها أبو سيف من قبل اللوبيات المذكورة، مؤكدة أن هذه الاتهامات باطلة بشكل قاطع.
وأكدت كوما أن عملية الاغتيال المعنوي هذه لن تمر، وأنها تنظر في اتخاذ خطوات قانونية ضد هذه الادعاءات.
وقال عاطف أبو سيف، إن إلغاء الفعالية “يأتي ضمن محاولات اللوبي المؤيد لحرب الإبادة على شعبنا في غزّة والداعم لاستمرار المذابح بحق المدنيين لمحاربة أي سردية أو رواية تكشف زيف ادعاء الاحتلال وعصابات جيشه وهو ما دأبت عليه الحركة الصهيونية منذ مشروعها الإحلالي الكولونيالي الهادف لسرقة البلاد من أصحابها.. على مدار قرن تمت ملاحقة كل ما ومن يخالف الادعاء الكاذب الذي تبنّته الصهيونية واللوبي المؤيد لها من أجل تشريع عمليات القتل والذبح وهدم المكان”.
وشدّد أبو سيف على أن “منع تنظيم إطلاق للكتاب ليس إلّا جزءاً من مشروع تصفوي بحق الحقيقة عملت وتعمل عليه الحركة الصهيونية ومؤيدو المذابح بحق شعبنا، من أجل طمس الحقيقة وتشويه الواقع وتمرير ما يجري والدفاع عنه”.