الرئسيةثقافة وفنونرأي/ كرونيك

من لم يكتو بنار الكتابة وقهر النشر وغبن التوزيع..لا يمكنه أن يفتي في الظاهرة الثقافية للروائي أسامة المسلم

بقلم: الاعلامي والروائي خالد أخازي

من لم يكتو بنار الكتابة وقهر النشر وغبن التوزيع، لا يمكنه أن يفتي في الظاهرة الثقافية للروائي أسامة المسلم…
فلا يمكنك أن تعز وتذل بمجرد أنك متوهم أن الجودة تصنع القراء…
فلا يمكنك أن تدعي أنك قادر على قراءة مؤشر جودة الكتابة من خلال مؤشر الإقبال…
فالصحيفة المحترمة أقل مبيعا من الجريدة الصفراء…
والمواقع التي تنشر التفاهة أكثر رواجا من مواقع الإثارة والشعبوية والتفاهة….
الأمر معقد ومركب….

أسامة المسلم له كتابة خاصة وآليات للترويج دقيقة وجماهيرية، يكفي أن صفحات لها منخرطون بالملايين تروج لرواياته…
وهو اختار نوعا من الكتابة..الفانتازيا والرعب…
إنه يكتب على منوال كاتبة هاري بوتر…
وهذه الكتابة لها جمهورها ولها من يدعمها….
الأمر معقد ومركب…


إنها بنية ثقافية عامة… استراتيجية صناعة الرموز المزيفة مخطط أعقد بكثير من رأي عابر..
بنية تصنع الرموز وتشيع كتابة من نوع خاص…
لا يمكننا أن نتهم أنفسنا ونجلد ذاتنا لأن آلة دعائية خفية تصنع النجوم ولا يمكننا أن نجهل ما يدبر في الخفاء للقتل المعنوي للكتاب…
أسامة مسلم… طبعا لا أعرفه….

القصة ببساطة ليست صراعا بين زمنين… بين جيلين…
القضية… أكبر بكثير منا… وتتجازو قدراتنا…
الصحيفة الجادة المهنية تقرأ أقل من صحافة الإثارة…
الصحافة الصفراء أكثر رواجا..
المواقع الفجة أكثر إقبالا…
هل العيب فينا…؟
أم نحن ضحايا زمن ملتبس… اختلطت فيه الأوراق…؟

القضية معقدة ومرتبطة ببنية تسويقية قوية، ما فتئت تصنع مرحلة بلا مرجعيات ثقافية ولا قيمية…
الأمر مؤشر على اغتيال ناعم … وقهر خفي…
أنها صراع بين الأمل واليأس…
إنها رصاصة في قلب الأدب…
ليس لنا إلا إن ننتظر تلاشي هذا الضباب…


مهما حاولوا اغتيال العقل العربي…
أسامة مسلم عندي غير متهم…
ولكن المتهم من يطالبنا أن نتماهى مع الصنم وننخرط في عالم لا ننتمي له..
صعب أن تكتب وتحافظ على كبرياء الكاتب…

تهمتنا أننا لم نتخل عن إباء الحبر… عن الكبرياء الذي لم يعد كافيا للنجاة من طاحونة صناعة الكتاب…
لم نستوعب أن الأدب غدا صناعة ودعاية ووسيلة بيد قوى سياسية لحصار العقل والإبداع… وخلق مجتمع بلا التزام قيمي ولا جمالي…
اختاروا المغرب… وهذا مثار حيرة وألف سؤال…
إن انقسم المجتمع حول فهم الظاهرة… حللوا جيدا .. . لتفهموا أن القضية اكبر بكثير من كاتب وكتاب

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى