صاحب 5 مؤشرات على بداية نهاية المشروع الصهيوني..“إف بي آي” توقف مؤرخا إسرائيليا بمطار أمريكي وتحقق معه وتحتجز هاتفه، وهذا تعليقه
كشف المؤرخ الإسرائيلي، البروفيسور إيلان بابيه، والمعروف بمناصرته للقضية الفلسطينية، عن تعرضه للإيقاف من قبل عميلين لمكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي (إف بي آي)، الاثنين الماضي، في مطار ديترويت، وأنهما حققا معه لمدة ساعتين وصادرا هاتفه، ونسخا ما فيه من محتويات!
وقال بابيه على حسابه في “فيسبوك”: “هل تعلمون أن أساتذة التاريخ الذين يبلغون من العمر 70 عاماً يهددون الأمن القومي الأمريكي؟”. وأضاف: “وصلت يوم الاثنين إلى مطار ديترويت، وتم أخذي للتحقيق لمدة ساعتين من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالي، كما تم أخذ هاتفي أيضا”.
وأضاف: “يجب أن أقول إن فريق الرجلين لم يكن مسيئا أو فظا، لكن أسئلتهم كانت خارجة عن العالم حقا! هل أنا من أنصار حماس؟ هل أعتبر التصرفات الإسرائيلية في غزة إبادة جماعية؟ ما هو حل “الصراع” (بجد هذا ما سألوه!).. ومن هم أصدقائي العرب والمسلمون في أمريكا؟ منذ متى أعرفهم؟ وما نوع العلاقة التي تربطني بهم؟”.
واعتبر إيلان بابيه في منشوره: أن خلف ذلك يوجد“الخبر السار هو أن مثل هذه التصرفات التي تقوم بها الولايات المتحدة أو الدول الأوروبية تحت ضغط من اللوبي المؤيد لإسرائيل أو إسرائيل نفسها تفوح منها رائحة الذعر الشديد واليأس في رد فعل على تحول إسرائيل قريبًا جدًا إلى دولة منبوذة مع كل ما يترتب عن هذا الوضع من تداعيات”.
وبرز إيلان بابيه بتصريحات قوية في الأشهر الماضية، وأكد على “بداية نهاية المشروع الصهيوني رغم مأساوية الوضع في غزة”. وارتفع منسوب التهجم عليه بعد اعتباره هجمات “حماس” في 7 أكتوبر الماضي ضد إسرائيل، وتشديده على أن “حماس حركة نضالية تحررية، وليست حركة إرهابية”.
وكان بابيه أكد أن إسرائيل ليست مجرد دولة.. إسرائيل مشروع استعماري استيطاني. وقال مؤخرا في تصريح لقناة الجزيرة الإنجليزية: “أعتقد أننا نشهد بداية النهاية لهذا المشروع الصهيوني”.
وصرح أنه “عندما تصل مشاريع مثل الاستعمار الاستيطاني إلى مرحلتها الأخيرة، فلسوء الحظ، يمكن أن يأخذ الأمر فترة طويلة جدا، وأن ذلك لا يحدث في يوم واحد أو يومين. والمشكلة بالطبع هي أنها تصبح أكثر وحشية وقسوة”.
و كان تحت عنوان: “بداية نهاية المشروع الصهيوني”، قال المؤرخ بابيه، خلال ندوة عقدت في مدينة حيفا في الداخل الفلسطيني، إن بداية نهاية هذا المشروع هي “مرحلة طويلة وخطيرة، ولن نتحدث عن المستقبل القريب للأسف، بل عن المستقبل البعيد، لكن يجب أن نكون جاهزين لذلك”، معرباً عن تفاؤله بـ”أننا في مرحلة بداية نهاية المشروع الصهيوني”. وقال: “يجب أن نكون جزءا من الجهود لتقصير هذه الفترة”.
وحصر المؤرخ هذه العناصر التي لخصها في خمسة، الأول يتمثل في “الحرب اليهودية الأهلية التي شهدناها قبل 7 أكتوبر الماضي، بين المعسكر العلماني والمعسكر المتدين في المجتمع اليهودي في اسرائيل”، والثاني في الدعم غير المسبوق للقضية الفلسطينية في العالم واستعداد معظم المنخرطين في حركة التضامن لتبني النموذج المناهض للفصل العنصري الذي ساعد في إسقاط هذا النظام في جنوب أفريقيا، مشيرا في هذا السياق إلى حركة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها (BDS).
فيما قال عن العنصر الثالث في العامل الاقتصادي، إذ يرى بابيه أنه “يضم أعلى فجوة بين من يملك ومن لا يملك.. بالكاد يستطيع أي شخص شراء منزل، وفي كل عام يجد الكثيرون أنفسهم تحت خط الفقر”. مؤكدا: “على الرغم من الإنفاق الضخم على الحرب بعد 7 أكتوبر، ورغم دعم الولايات المتحدة، هناك رؤية قاتمة لمستقبل الصلابة الاقتصادية لدولة إسرائيل”.
فيما رد العامل الرابع، في “عدم قدرة الجيش على حماية المجتمع اليهودي في الجنوب والشمال”. مشيرا في هذا السياق أشار أن “هناك 120 ألف نازح من الشمال لاجئون، كلهم من اليهود في الجليل، ولا يوجد أي لاجئ فلسطيني بينهم (..) بعد 7 أكتوبر فشلت الحكومة في توفير المساعدة لعائلات القتلى والجرحى”.
أما العامل الخامس فيتمثل، في موقف الجيل الجديد من اليهود، بما في ذلك في الولايات المتحدة الأميركية، والذي يأتي على عكس الأجيال السابقة، “التي حتى أثناء انتقادها لإسرائيل، اعتقدت أن هذه الدولة كانت تأمينًا ضد محرقة أخرى أو موجات من معاداة السامية”. وقال: “هذا الافتراض لم يعد يحظى بتأييد العديدين من الجيل الشاب من اليهود. وعدد غير قليل منهم ينشطون بالفعل في حركة التضامن مع الفلسطينيين. هذا الجيل يترك الأصوليين المسيحيين كأساس رئيسي للوبي المؤيد لإسرائيل في المستقبل، وليس قاعدة صلبة للشرعية الدولية”.
يشار في هذا الصدد، أن المؤرخ الإسرائيلي، البروفيسور إيلان بابيه، هو مؤرخ ينتمي إلى تيار المؤرخين الحدد، الذين قاموا بإعادة كتابة التاريخ الإسرائيلي وتاريخ الصهيونية. درس بجامعة حيفا وهو يدرس حاليا بجامعة إكستر.
يعتبر إيلان بابيه من أبرز دعاة حل الدولة الواحدة (للقضية الفلسطينية)، كما أنه من مؤيدي مقاطعة المؤسسات التعليمية الإسرائيلية.
تعرض إيلان بابيه للكثير من النقد في إسرائيل بسبب تأييده للحقوق الفلسطينية في عودة اللاجئين وفي مقاومة الاحتلال، مااضطره لمغادرتها نحو بريطانيا.