
ثريا: صرخة ضد الظلم وقصة حقيقية تهز الوجدان و تحفر في الذاكرة
"فيلم إيراني يكشف معاناة النساء في مجتمع تقليدي ويُشعل نداءً للعدالة والمساواة" مرحبا
يُعدّ فيلم “ثريا”، تحفة فنية إيرانية من إخراج سيروس نورسته، يروي قصة حقيقية مأساوية هزت إيران والعالم عام 1986.، يعرض على مدار ساعة و 45 دقيقة، حاملةً قصة إنسانية مؤلمة تُلامس أعماق المشاهدين وتترك أثرًا عميقًا لا يمحى من ذاكرتهم.
تدور أحداث الفيلم حول ثريا، شابة إيرانية جميلة تُجبر على الزواج من رجل قاسٍ يُدعى على، تعاني ثريا من قسوة زوجها وإهماله وظلم مجتمع متعصب وجاهل، لكنها تتطلع دائمًا إلى حياة أفضل. يصبح وضعها أسوأ عندما يتهمها زوجها زورًا بالزنا، لتُحاكمها المحكمة الشرعية وتُحكم عليها بالرجم حتى الموت.
يقدم الفيلم تحليلاً عميقًا للمجتمع الإيراني في تلك الحقبة، مسلطًا الضوء على الظلم والقهر الذي تتعرض له النساء. يجسد الفيلم معاناة ثريا بشكل مؤثر، مما يثير التعاطف الكبير مع حالتها. من خلال تصويره للواقع المرير الذي تعيشه النساء في بعض المجتمعات الشرقية، يدعو الفيلم إلى احترام حقوق المرأة والمساواة بين الجنسين.
أبدع الممثلون في تجسيد أدوارهم، خاصة الممثلة موزان مارنو في تجسيد دور ثريا، حيث نقلت معاناتها بكل تفاصيلها، مما أضفى على الفيلم واقعية مؤثرة تلامس مشاعر المشاهدين، قدمت مارنو أداءً استثنائيًا، يجعل المشاهد يعيش تجربة ثريا بكل ما فيها من ألم وأمل.
من جهته، نجح المخرج سيروس نورسته في إخراج الفيلم ببراعة ومهارة، مستخدمًا تقنيات سينمائية تعزز من مشاعر الحزن والأسى لدى المشاهدين،كما تمكن من نقل القصة بشكل يجعل المشاهد يعيش الأحداث وكأنها تحدث أمامه، مما يعزز من قوة الرسالة التي يحملها الفيلم.
انه رسالة قوية ضد الظلم والقهر، و يسلط الضوء على قضايا المرأة في المجتمعات الشرقية، حيث يعرض الفيلم كيف يمكن للقوانين والتقاليد الظالمة أن تدمر حياة النساء، داعيًا إلى إصلاحات تضمن العدالة والمساواة.
“ثريا” ليس فقط فيلمًا بل صرخة في وجه الظلم، ودعوة للعالم بأسره للنظر في المرآة وإعادة التفكير في كيفية معاملة النساء, إنه تذكير بأهمية النضال من أجل المساواة والعدالة، وحاجة المجتمعات إلى التطور والتغيير نحو الأفضل وضمان حقوقهن الأساسية.