الرئسيةرأي/ كرونيك

من يعيد لنخلة كراتشي بالدار البيضاء مجدها الرمزي…؟

تحرير: الاعلامي والروائي خالد أخازي

تناسلت مقاهي الشيشة من جديد بالدار البيضاء…
ياإلاهي….!
كيف يعودون بسرعة…؟
كيف يقتاتون من الصمت والسحت…؟
مغارات الشيشا…
كأنها الثعلب الذي يختفي مؤقتا ثم يعود للظهور حين تهدأ الحملات…

فبعض مقاهي الشيشا… فضاءات للداء والرذيلة ولو في خفاء…
مواعيد ملتوية مع الغاب والناب والبغاء
بعض مقاهي الشيشا كحمامات التدليك المزيفة…
الشيشا… أقل تكلفة من الحانة…
ولكل فضاء متعة حواري وجواري…
وحراس أشداء….
وأحلام ورغبات…
بعضهم لا يطلب غير جرعة دخان بطعم العنب…

لكن عنب الدخان كعنب الملاهي…
فحيث تكون الأنثى والمزاج يكون الرواج والقهر والخراب…
بعض حمامات التدليك… خيام بريايات غير حمراء… لكنها غابات تسمح بالعويل وحتى النحيب..
حصة تدليك… وجرعة شهوة…
وتصريف نزوة… باسم العضلات المتعبة…


مقاهي الشيشا بالدار البيضاء بلا أرصفة…
وهل تحتاج الرذيلة باسم المزاج إلى عيون فضولية غير العيون المعتادة…
هي كالمغارات…
أكثرها بواجهات سوداء…
لا شيء يرى…
والداخل كأنه فس غمامة من عالم آخر…
خفوت الضوء… سواد خفاء وزوايا لاهتة….
وحواري المكان…
هن العملة الغالية…

مغارات الشيشا والجواري والعتمات والنزوات العابرة باسم المزاج… تختفي عند كل حملة… ثم تعود للظهور أكثر جرأة وشراسة و”عنوة” …
يحز في القلب أن توجد مغارة الخفاء باسم النخلة الكريمة… نخلة الشهامة والعزة في زنقة كراتشي حيث العتمة تخفي حريم سلاطين الظلام والغمامات التي تخفي هسيس الجمر وفتنة الأجساد الطرية…


يحز في القلب… أن تكون في كل زاوية مغارة للشيشا متلبسة بواجهة زجاجية سوداء، وسحابات تزكم الأنوف، وأجساد تتهالك على أرائك تمتص شهوات خفية…

النخلة… ما أعزك…
النخلة… في زمن الغفوة…
تغدو علامة للشهوة في زقاف شهير فقد سهره القديم…
عفوا… افتحوا مغاراتكم الخفية…
لا تسموها النخلة…
ودعوا كراتشي البيضاء في سلام مع زمنها القديم….
لكم الخيار..
أغلقوا مغارة النخلة…
احتراما للنخلة…


أو دعوا الشيشا والجواري وسموها ” خيمة أخرى” لكن بلا نبيذ غير مزاج ومواعيد مع العري المقنع…
كما تغلق مواخير تخفت في يافطات التدليك و” والفتيخ”…
أغلقوا مواخير الشيشا… باسم المزاج…
أما الصحة…
فذاك موضوع آخر…
أما العيون الخفية الرقمية في الزوايا الخفية…
فذاك عالم مفتوح على المجهول….

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى