الرئسيةحول العالم

من محرر لمجلة تروتسكية لميال لليمين….من هو كير ستارمر الذي أعاد حزب العمال للسلطة في بريطانيا؟

يتولى كير ستارمر رئاسة الوزراء في المملكة المتحدة، بعدما قادر حزب العمال إلى فوز ساحق في الانتخابات العامة البريطانية 2024.

صعد ستارمر إلى موقع زعامة العمال قبل أربع سنوت خلفاً لجيريمي كوربن، وعمل على التحول بدفة الحزب من خط كوربن الذي مثل أقصى اليسار لجعله أكثر وسطية من جديد، من أجل أن يصبح أكثر قابلية للانتخاب من الناخبين في المملكة.

و نشرت صحيفة “واشنطن بوست” تقريراجاء فيه أن كير ستارمر كان محاميا يساريا دافع عن الفوضويين النباتيين قبل محاكمة الإرهابيين نيابة عن التاج البريطاني.

واضاف التقرير الذي كتبه، ويليام بوث وكارلا آدم، أن كير ستارمر، كان محررا لمجلة تروتسكي في شبابه، ومع ذلك فقد أسعد الرأسماليين بوضع “تكوين الثروة” في قلب برنامج حزب العمال هذا العام. لقد كان مناهضا للملكية وحصل على لقب سير وكلفه الملك بتشكيل الحكومة وسيراه مرة كل أسبوع.

ولد عام 1962 في لندن ونشأ في مقاطعة ساري، في الجنوب الشرقي من إنكلترا لأسرة لديها أربعة أبناء.

كثيراً ما يردد ستارمر أن جذوره متوغلة في الطبقة العاملة. فقد كان والده يمتهن الخراطة في أحد المصانع، بينما عملت والدته ممرضة.

وكانت الأسرة من أشد المؤيدين لحزب العمال. واختارت له أن يحمل نفس اسم أول زعماء العمال وهو كير هاردي الذي كان من عمال مناجم الفحم.

عاش ستارمر حياة عائلية مضطربة. يقول عن والده إنه كان رجلاً بارداً يريد أن يظل بعيداً، عن والدته أنها عانت طوال معظم حياتها من داء ستيل، أحد أمراض المناعة الذاتية، الذي أقعدها بالنهاية وجعلها لا تقوى على المشي والكلام، ثم اضطر الأطباء إلى بتر ساقها.

في سن السادسة عشرة، انضم إلى كوادر الشباب بالفرع المحلي لحزب العمال في منطقته، كما قام لفترة من الوقت بكتابة وتحرير مجلة “البدائل الاشتراكية”.

عمل ستارمر أيضا مجانا مع اثنين من الفوضويين النباتيين الذين وزعوا منشورات تتهم ماكدونالدز بتدني الأجور والقسوة على الحيوانات ودعم إزالة الغابات. رفعت شركة ماكدونالدز دعوى قضائية بتهمة التشهير، واستمرت هذه القضية والطعون العديدة فيها عقدا من الزمن، وهي واحدة من أطول المعارك القانونية في التاريخ البريطاني. وانتهى الأمر بنوع من التعادل.

فاجأ ستارمر – وأزعج – بعض زملائه القانونيين عندما أصبح المدعي العام الأعلى في البلاد.

وأشرف على أول محاكمة بريطانية لإرهابيي القاعدة. لقد وجه اتهامات ضد سياسيي حزب المحافظين والعمال المتورطين في فضيحة نفقات أعضاء البرلمان، التي كشفت عنها الصحافة لأول مرة. وقد اتهم هو والمدعون العامون معه بالتحيز الشديد عندما تعاملوا بشدة مع الاعتقالات والتهم الموجهة للأشخاص الذين قاموا بأعمال شغب في لندن بعد مقتل رجل أسود يدعى مارك دوغان بالرصاص على يد الشرطة في عام 2011.

حصل على لقب سير في عام 2014، تقديرا لعمله في النيابة العامة الملكية.

التحق ستارمر بمجلس العموم البريطاني (البرلمان) في 2015 كنائب عن دائرة هولبورن وسانت بانكراس في لندن.

كان العمال آنذاك على مقاعد المعارضة، خلف رئيس حزبهم، جيريمي كوربين، السياسي من أقصى اليسار.

عُهدت إلى ستارمر مهامُ وزارة الداخلية في حكومة الظل التي تشكلها المعارضة بغرض توجيه النقد للحكومة القائمة. وقد تولى ستارمر مراجعة وتقييم أداء الحكومة التنفيذية في مجالات مثل الهجرة ثم بعد تصويت المملكة المتحدة للخروج من الاتحاد الأوروبي، أصبح وزير حكومة الظل لشؤون “البريكسيت” أو خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

واستخدم ستارمر هذا المنصب للضغط من أجل إجراء استفتاء ثان في شأن البريكسيت.

حصل ستارمر على فرصته ليصبح زعيماً لحزب العمال بعد الانتخابات العامة لعام 2019.

عدت نتائج تلك الانتخابات بمثابة الكارثة بالنسبة للحزب ــ فقد واجه أسوأ هزيمة منذ عام 1935 ــ الأمر الذي أجبر جيريمي كوربين على الاستقالة. وفاز السير كير بقيادة حزب العمال بأجندة يسارية ركزت على تأميم شركات خدمات الطاقة والمياه، وكفل تعليم جامعي مجاني.

وكان حزب العمال وقتها نتيجة إدارة جيريمي كوربين، يعاني انقساماً داخلياً واضحاً بين جناحين، دعاة اليسارالمتشدد أو الراديكالي ودعاة اليسار المعتدل.

وقال ستارمر إنه يريد توحيد الصفوف وتقريب التكتلين مع المحافظة على “راديكالية” السيد كوربين محذراً من الميل الشديد أيضا نحو الوسط.

وخلال حملته الانتخابية، تعهد ستارمر، بتأميم بعض شركات السكك الحديدية والمرافق العامة، ورفع الحد الأدنى للأجور، وفرض ضرائب على الرسوم الدراسية في المدارس الخاصة، وتحسين نظام الصحة العامة، وتقديم وجبة إفطار مجانية في المدارس الابتدائية العامة.

ووعد حزب العمال بتحسين العلاقات مع أوروبا، وفرض ضرائب على المدارس الخاصة، وحظر بيع سيارات الغاز والديزل بحلول عام 2030، واستعادة الكفاءة للحكومة.

وتعرض تحرك ستارمر نحو الوسطية لانتقادات من قبل الأعضاء ذوي الميول اليسارية في حزبه وآخرين. وأثار حفيظة الكثيرين عندما تراجع عن العديد من التعهدات الرئيسية، بما في ذلك أن حزب العمال سيزيد ضريبة الدخل، وإلغاء رسوم التعليم الجامعي، وتأميم غالبية الخدمات العامة في بريطانيا.

جدير بالذكر، أن فوز حزب العمال في الانتخابات الأخيرة، ينهي 14 عامًا من حكم المحافظين فى بريطانيا، التي بدأت فى 2010 حين فاز الحزب بقيادة ديفيد كاميرون بالانتخابات قبل أن يستقيل فى 2016 بعد التصويت بالخروج من الاتحاد الأوروبي، لتخلفه تيريزا ماي، ومن بعدها بوريس جونسون فى 2019، ثم ليز تراس فى 2022، وريشى سوناك بعدها بأقل من شهرين فى أكتوبر 2022.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى