استهجان وغضب ونقابة التعليم العالي تعتبره سلوكا “أرعن”…ردود الفعل على رفض عميد تسليم جائزة لطالبة متفوقة بسبب الكوفية الفلسطينية
خلف سلوك عميد كلية ابن مسيك للعلوم بالدار البيضاء الكثير من الاستهجان والسخط بين عموم المغاربة بعد أن رفض تسليم جائزة لطالبة متفوقة لأنها كانت ترتدي الكوفية الفلسطينية.
حدث ذلك، أمس الأحد 14 يوليوز الجاري، حيث كان العميد، محمد الطالبي، ضيف شرف، وتمت المناداة عليه لتسليم طالبة متفوقة جائزتها، غير أن العميد تردد طويلا، وعندما تقدم للمنصة طلب من الطالبة نزع كوفيتها الفلسطينية، وعندما رفضت تراجع عن تسليمها الجائزة وعاد إلى مقعده، وسط دهشة كبيرة للحاضرين.
ونتج عن هذا السلوك الذي وصف بالشاذ واعتبره البعض سلوكا جبانا،أ ن جرّ على صاحبه انتقادات واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ اعتبر الناشط الحقوقي، مصطفى المنوززي، أن سلوك العميد غير تربوي بسبب امتناعه عن تسليم شهادةالتخرج لمستحقتها بسبب إرتدائها الكوفية الفلسطينية ، متسائلا عن موقف مجلس الجامعة، ومؤكدا، أن موقف العميد المخزي، إما شرود في مربع القيم أو شذوذ عن السياق العالمي.
بدورها كتبت الناشطة والفاعلة الحقوقية، لطيفة البوحسيني، تدوينة قالت فيها،” بئس من لا موقف له…ولا رأي له…بئس من استفحل فيه الجبن وقلة النفس، عميد… يعطي فكرة عن نوعية مسؤولي البؤس الذين يبذلون مجهودات أسطورية لينالوا الرضى حتى ولو لم يطلب منهم ذلك، في الحقيقة، أمثال هؤلاء، يشجعون تعميم الانبطاح… ولذلك ينبغي فضحهم”.
بدورها كتب الفاعل الحقوقي جليل طليمات كتب تدوينة قال فيها، إن سلوك ذلك العميد مدان، فهو مسيئ للخطاب الرسمي ذاته حول التضامن مع الشعب الفلسطيني، لكن الأفظع منه أن يقفز البعض مدافعا عنه!!
هذا، وأصدر مكتب الفرع المحلي للنقابة الوطنية للتعليم العالي بيانًا عبّر فيه عن “استنكاره الشديد للسلوك الأرعن لعميد كلية العلوم ابن امسيك”، معلنا تضامنه اللامشروط مع الطالبة المتفوقة التي تعرضت للاستفزاز من قبل العميد.
وقالت النقابة المغربية للتعليم العالي والبحث العلمي مكتب الفرع المحلي بالمدرسة العليا للتكنولوجيا – جامعة الحسن الثاني الدار البيضاء في بيان استنكاري، إنه في وقت تشهد فيه الجامعات عبر العالم حراكا عارما مساندا لكفاح الشعب الفلسطيني مطالبا بوقف مجازر غزة في انسجام مع فضائها العلمي والأكاديمي الذي يسود فيه إعمال العقل االإنساني، شهدت رحاب المدرسة العليا للتكنولوجيا التابعة لجامعة الحسن الثاني عشية أمس السبت 13 يوليوز 2024 حدثا غريبا أثناء حفل تسليم الجوائز للطلبة المتفوقين، حيث تقدم عميد كلية العلوم بنمسيك بصفته ضيف شرف لتسليم جائزة لطالبة متفوقة، فلما تبين له أنها تحمل الكوفية، رفض تسليم الجائزة وقال للطالبة “أنها تمارس السياسة”، مؤكدة أن القاعة انتفضت ضد هذا الفعل الشنيع وانسحب العميد من الحفل.
وأكدت النقابة بأن هذا التصرف غير المسؤول داخل فضاء أكاديمي يفترض أن تسود فيه حرية التعبير عن الرأي، ترك استياء عميقا لدى الأساتذة الباحثين وموظفي المؤسسة وآباء و أولياء الطلبة والطلبة أنفسهم، خاصة وأنه يأتي في ظرفية دقيقة وحساسة يستشعر فيها المغاربة الألم والمرارة جراء ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من جرائم الإبادة الجماعية التي يستعمل فيها العدو الصهيوني أبشع وسائل التنكيل والتعذيب والتقتيل، فيعبرون عن استنكارهم وسخطهم وإدانتهم بكل الوسائل المتاحة ومنها حمل الكوفية كما صنعت تلك الطالبة الشابة البطلة الغيورة.