الرئسيةحول العالمرأي/ كرونيك

الروائي خالد أخازي يكتب: غزة تعري الرشاوى العابرة للبحر… بعنوانين مزيفة

بقلم: الاعلامي والروائي خالد أخازي

هو ليس شالا…كم حاول أحدهم تسميته..
الشال للزينة…
الشال شالات…
هو كوفية…كوفية…
مزركشة بأغصان الزيتون…

تذكروا كلمة ياسر عرفات…في الأمم المتحدة…
حين صدح وهو يلوح بغصن الزيتون
” لا تسقطوا غصن الزيتون من يدي…”
غصن الزيتون رمز السلام….
وعلمنا فيما بعد أن الشاعر الكبير محمود درويش هو من حرر الكلمة التي ألقاها ياسر عرفات في الأمم المتحدة…
غصن الزيتون أو البندقية…
وذهبنا للسلام…
فكانت أوسلو…
التي تبخرت …

وكان حصار ياسر عرفات…
ثم موته الملتبس…
ثم محطة مدريد….
فلا دولة تأسست…
ولا سلطة محلية تقدمت نحو دولتها….

ووجاء حصار غزة ….
أكبر مأساة في هذا القرن…
والآن… بعدما نزعوا أظافر السلطة الفلسطينية…
واستغلوا الانقسام الفلسطيني…
وشهوة الزعامة…. ولو على حساب القضية
روضوا تيار الخذلان…
فصار ضد المقاومة باسم سلام مزيف…
وآمال معلقة بلا أفق
فجوعوا غزة…
وقطعوا عنها الهواء والطعام والحياة…
والماء والبحر…
والشجر والمطر…
وأحلام الطفولة وآمال الشباب…ط
ماذا كان ينتظرون من الميت الحي…
إلا أن يموت بشرف وكبرياء…
بدل الموت جوعا وحصارا…


هم من صنع 7 أكتوبر…
هم من أخلفوا كل الوعود…
من أوسلو إلى مدريد…
هم من حولوا غزة إلى سجن كبير…
هم من صنعوا اليأس…

ذاك اليأس الذي صنع 7 أكتوبر
فاختار أبناء غزة الموت في الجبهة بدل خزي الموت جوعا وكمدا……
من يصطفون إلى جانب للاحتلال… بأي مبرر…
نسوا أن الاحتلال قتل ما يقترب من 200 صحافيا…
لا تنسوا أن للاحتلال قصف كل مقرات وكالات الأنباء…
حتى وكالة الأنباء الفرنسية…
قصف مقرها وصودرت كل معداتها…
ومنعوا دخول أي صحافي للمنطقة….
لا يريدون أي شاهد…
لأنهم يعلمون أنهم يقترفون جرائم حرب صارخة..
والمصيبة…
ما قالت صحيفة الغاردينال…
لقد هددت المخابرات الإسرائيلية رئيسة محكمة لاهاي وهددت أسرتها…
صحيفة الغاردينال وصفت ما أقدمت عليه المخابرات الإسرائيلية بسلوك المافيات…

من يلتمس الأعذار للكيان قاتل الصحافيين والأطفال والنساء…
من يسمي الكوفية مجرد شال…
اسمها الكوفية وليس شالا…
فالشال شال والكوفية عزة وبهاء
والاسم له دلالة الآن كونية ضد الظلم والاحتلال…
لا نتحدث عن خطأ مهني بالنسبة لعميد بنمسيك ..
قد ننسى مع الأيام…

صديقي…؟
غزة فوق الإيديولوجيات… ما يقع لا يقل عما وقع في الهولوكست، والقتلى فاق عدد قتلى هيروشيما ونازاكي في بقعة ضيقة جدا… يا هذا…! ما يقع من تقتيل للأطفال أدانه اليسار الإسرائيلي نفسه، والشارع الغربي… فأين التماهي مع الإيديولوجية السائدة…؟ أتقصد أسلمة المقاومة… ؟ وليكن …فصهينة اليهودية أخطر… ألا تعلم أن إسرائيل قامت على العرق والعبرانية، والوعد التوراتي، وتشرعن الإبادة بمرجعية تلمودية…؟ أن أكون ما أكون.. يعني أن أناصر الحرية والكرامة…
عفوا… هناك تضليل باسم معاداة العروبية والإسلاموية، ولكن الشارع الغربي…كان أكثر عقلانية ….


ما قام به العميد…
هو سوء تأويل …
لا علاقة له بالخطأ المهني…
هو تصرف خارج قيمي كوني…
لن نحمله أكثر ما يليق بالموقف…
هو فعل معزول نتج عن سلوك متسرع…
لا يتعلق الأمر بخطأ مهني بكل بساطة…
بل برؤية تدبيرية يغيب فيها الحس الحقوقي…
فلا أحد يطالب الرجل أن يكون غزاويا…
ولكن لا حق له أن يطالب طالبة أن تكون لاغزاوية…
تلك هي المعادلة…
كن ما شئت…
لكن لا تلزم غيرك بما تؤمن به…

نازلة الكوفية مناسبة للمثقفين الأحرار…
والأدباء والشعراء…
وأكثرهم في الظل…
ظل واحات نعرفها جميعا…
ولهم حسابات دقيقة…
فكل موقف يجب أن يسلك مسلك الحاضن …
والحاضنون لهم شروط غير معلنة…
فلا يجرؤون على إغضاب أولياء نعمهم…
الذين ينعمون عليهم بعيدا… ومنهم من بلغ من العمر عتيا فجثا طلبا للغنيمة… وشد الرحال لينظر، ومنهم من خارت قواهم العقلية، فاختار المنصات واللجن والمحاضرات المؤدى عنها…
ولكل شيء ثمن…
أقله عدم التغريد خارج صوت ولي النعمة الثقافي
ولائحة الذين تم خصيهم طويلة…


حان الوقت أن نتوقف عن تبرير الجبن والرشاوى غير المباشرة العابرة للبحر باسم الحداثة والحياد الفكري..
القلم لا حياد له…
خلق ليكون مشاغبا…
خلق ليواجه العدم….
تصالحوا وتحللوا من قيود الولاء الثقافي لجهات أنتم تعلمونها….
الصمت شبهة…
في زمن لا يحتاج منا أهل غزة غير كلمة تصنع الأمل…
كلمة تدين الهولوكست الجديد….
ونحن نعلم…
ونعلم جيدا…
كيف وقع الكثيرون ضحايا الإغراء والعطاء…
ضحايا السفريات والفنادق والعطايا السخية…
فألجموا… وحكم عليهم بالصمت…
فإن نطقوا كانوا ظلال باهتة للعبث….
وحلفاء لمشروع صهينة الحبر…
وبيننا الزمن…

تصالحوا مع قيمكم…
تخلصوا من عبء السخاء الخبيث…
فالتاريخ يخرج حينما يحين الوقت…
كل ملفات الخيانة…
وأقسى خيانة على الشعوب…
خيانة المثقفين والمفكرين…
وأخطر صمت يدمر الآمال…
صمت المفكرين والمبدعين… زمن المحن والشدائد…
هل نستعيدكم قريبا من بين فكي التضليل والتهريب والتدجين بالغواية والغنيمة…؟
آمل… ذلك…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى