شهدت مدينة أكادير أمس السبت 31 غشت 2024، احتجاجات قوية نظمها سكان الأطلس الصغير الغربي أمام مقر ولاية أكادير، استجابة للبرنامج النضالي الذي وضعته “لجنة الأرض والعرض والموارد”، المنبثقة عن “تنسيقية أكال للدفاع عن الحق في الأرض والثروة”، تعبيرًا عن رفضهم القاطع لمشروع إقامة “منتزه طبيعي” على أراضيهم، والذي يمتد على مساحة شاسعة تتجاوز 111 ألف هكتار.
جاء هذا المشروع الحكومي تحت ذريعة حماية البيئة والحفاظ على التوازن البيئي في منطقة سوس، إلا أن سكان الأطلس الصغير الغربي يرون فيه تهديدًا مباشرًا لحياتهم الاجتماعية والاقتصادية، كما يعبر السكان عن مخاوفهم من أن القانون المنظم لهذا المشروع يفتح الباب لنزع ملكيتهم عن أراضيهم، تلك الأراضي التي شكلت عبر الأجيال مصدر عيشهم من خلال الأنشطة الرعوية والزراعية.
ويعتبر القرار الحكومي بإقامة “منتزه طبيعي” بكونه لا يقتصر تأثيره على سلب الأراضي، بل يهدد كذلك الغطاء النباتي المحلي الذي يعتمد عليه السكان في معيشتهم اليومية، إذ يعتبر هذا المجال الطبيعي جزءًا من ثقافة وتاريخ المنطقة، ويشكل مصدر رزق واستقرار للسكان القرويين، مما يجعلهم يرون في هذا المشروع إضرارا جسيما بحقوقهم المشروعة.
و كانت جمعية “أطاك- مجموعة إنزكان” حاضرة في هذه الاحتجاجات، إلى جانب عدد من الهيئات الديمقراطية التي أعلنت تضامنها الكامل مع نضالات سكان الأطلس الصغير الغربي، ضد ما يرونه استحواذًا غير مشروع على أراضيهم وحقوقهم.
ويعكس هذا الاحتجاج بشكل واضح التوتر المتصاعد بين سكان المنطقة والسلطات الحكومية، حيث يطالب السكان بالحفاظ على حقوقهم التاريخية في الأرض والثروة، ويرون في المشروع تهديدًا وجوديًا يتطلب مقاومة حازمة وصوتًا مسموعًا لدى الجهات المسؤولة.
و في ظل هذه التطورات، يبقى السؤال مطروحًا حول ما إذا كانت الحكومة ستعيد النظر في قرارها أو أنها ستمضي قدمًا في تنفيذ مشروع “المنتزه الطبيعي” رغم المعارضة القوية من قبل سكان الأطلس الصغير الغربي.