أجرت الحوار: جيهان مشكور
في خضم التحديات الاقتصادية الراهنة، يثير قرار بناء ملعب ضخم بتكلفة 500 مليون دولار جدلاً حول مدى ملاءمته للأوضاع الحالية في المغرب.
في هذا الحوار، يطرح الدكتور نجيب أقصبي وجهة نظره حول هذا المشروع، حيث يعبر عن مخاوفه من تأثير هذه الاستثمارات الضخمة على الاقتصاد الوطني، و يؤكدعلى ضرورة إعادة توجيه الإنفاق نحو القطاعات الحيوية مثل الصحة والتعليم، كما يناقش البدائل الممكنة لتحقيق التطور الرياضي دون تحميل الدولة أعباء مالية إضافية.
في سؤال للخبير الاقتصادي نجيب أقصبي، عن سؤال يتعلق بتقيمه للقرار الخاص ببناء ملعب ضخم بتكلفة تُقدر بـ500 مليون دولار، 5 مليارات درهم في ظل الظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد، اعتبر أن هذا القرار غير ملائم في ظل التحديات الاقتصادية التي تواجهها البلاد، إذ يرى أن تخصيص هذا المبلغ الضخم لمشروع رياضي في وقت تعاني فيه البلاد من ارتفاع البطالة وتراجع معدلات النمو الاقتصادي و انخفاظ القدرة الشرائية للمواطنين، ليس بالأولوية. مؤكدا، أن هناك حاجة ملحة لتوجيه الاستثمارات نحو القطاعات التي تؤثر مباشرة على حياة المواطنين مثل الصحة والتعليم.
وفي معرض جوابه، عن الفوائد الاقتصادية المتوقعة من بناء ملعب بهذا الحجم في المغرب، وكيف يمكن قياس تأثيره على الاقتصاد المحلي؟ خاصة في ظل وجود أولويات أخرى قد تكون أكثر، قال الدكتور أقصبي إن هذا النوع من الاستثمارات هو مثل “الفيل الأبيض” بمعنى أدق هو بهرجة و تسويق لصورة غير واقعية، بل و يمثل عبئ على ميزانية الدولة، حيث يشدد الدكتور أقصبي على أن هذه الفوائد المروج لها، ليست مضمونة، خاصة في ظل التجارب الدولية السابقة التي أظهرت أن مثل هذه المشاريع قد لا تحقق العوائد الاقتصادية المرجوة، وفي ظل وجود أولويات مثل الصحة والتعليم، يشكك أقصبي في أن هذه الفوائد تبرر تكلفة المشروع الباهظة.
وفي سؤال وجهناه لاٌصبي، عن تقيمه بالاعتماد على القروض لتمويل هذه المشاريع، وما تأثير ذلك على الوضع الاقتصادي والمالي للدولة على المدى القصير والبعيد، اعتبر أن الاعتماد على القروض لتمويل مثل هذه المشاريع يمثل خطراً كبيراً على الاقتصاد الوطني، خاصة في ظل ارتفاع مستويات الدين العام، وأن هذا الاعتماد على القروض سيزيد من أعباء الدولة المالية على المدى القصير والطويل، مما قد يؤدي إلى تفاقم العجز المالي ويزيد من صعوبة تنفيذ مشاريع أخرى تهم المواطنين بشكل مباشر.
وأجاب قصبي، عن ما إذا كان يعتقد أن هناك بدائل أفضل يمكن من خلالها تحقيق التطور الرياضي دون تحمل تكاليف باهظة قد تؤثر على المجالات الأخرى، قال: إنه من الممكن تحقيق التطور الرياضي من خلال استثمار مبالغ أقل في تحسين وتطوير الملاعب القائمة بدلاً من بناء ملاعب جديدة بتكاليف باهظة، كما يقترح تعزيز الرياضة الجماهيرية وتشجيع المواهب المحلية عبر برامج دعم أقل تكلفة وأكثر تأثيرًا على المدى الطويل، وأن هذه البدائل من شأنها تحقيق التوازن بين التطور الرياضي والاحتياجات الاجتماعية والاقتصادية الملحة.
يشار في هذا الصدد، أن الملعب الجديد الذي سيشيده المغرب ببنسليمان نواحي الدار البيضاء، والذي قد يرجح كفته لاحتضان نهائي كأس العالم 2030، يعتبر ثاني أكبر ملعب كرة قدم في العالم بمساحة تبلغ 100 هكتار، بعد ملعب رونغرادو فيرست أوف ماي، في جزيرة رونجرا في بيونغ يانغ بكوريا الشمالية.
وأن الملعب سيكون بطاقة استيعابية تبلغ 115 ألف متفرج، وسيحاط بـأربعة ملاعب تداريب معتمدة من الفيفا ومواقف سيارات، حيث خصصت للمشروع ميزانية قدرها 5 مليارات درهم ( 500 مليون دولار).