السينما و فيلم أعجبني، فيلم “مدام كلود” بداية ونهاية أكبر باطرونة للدعارة بفرنسا + فيديوهات وصور
هذه المادة يتم إنجازها بشكل مشترك بين ّدابا بريس” ومجموعة عشاق الفن السابع التي يديرها الكاتب عبد العزيز كوكاس.
حلقة اليوم: فيلم “مدام كلود”
في فيلمها الأخير، تقدم سيلفي فيرهايد السيرة الذاتية للقوادة الشهيرة فرناندي جرودي، الملقبة بـ”مدام كلود”Madame Claude سيدة الجمهورية الفرنسية، التي كانت على رأس أكبر شبكة دعارة مخملية، حاولت أن تلج بشجاعة عالم الرجال.
في قصر خاص في الدائرة السادسة عشر، كانت كلود التي تركت ابنتها المراهقة مع أمها، تدير شبكة دعارة مخصصة لجميع سكان باريس وحتى أبعد من ذلك، وتلج عالم الدسائس واللعبة السياسية. كل هذا على خلفية قضية ماركوفيتش التي هزت فرنسا في منتصف القرن الماضي، والتي كانت إحدى داعراتها متورطة فيها..
تسيطر مدام كلوديا (كارول روشيه دور) على قصر دعارة يتكون من مئات الفتيات، يصل إلى 300 فتاة ذوات خبرة شهوانية، مؤلفة بشكل خاص من الممثلات الرائعات: حفصية هيرزي، جوزفين دي لا بوم، أنابيل بيلموندو حفيدة الممثل الفرنسي جان بول بلموندو، وبخاصة أداء غارانس ماريلييه التي تلعب دور ابنة الدبلوماسي الثرية التي ستعجل بسقوط القوادة كلود.
يروي الفيلم قصة صعود ثم سقوط إمبراطورية مدام كلود في الستينيات والسبعينيات، حين ظهرت الشابة الجديدة ضمن فتياتها، وعندما تركها عرابوها وحُماتها رفيعو المستوى، تواجه قدرها بعد أن تلاعبوا بها.
ماتت مدام كلود الحقيقية في نيس في 19 دجنبر 2015. بعد أن قضت عمرا ذهبيا كقوادة شهيرة بباريس تؤمن الفتيات للمشاهير وزبائن من مستوى عالي، شواذ وممسوسون وشهوانيون عنيفون… ونجحت في حماية أكبر بورديل للدعارة الراقية، عبر رشوة البوليس ورجال الشرطة وتحت حماية المخابرات، التي أصبحت تنفذ خططهم في إسقاط المعارضين وتوريط بعض السياسيين والرجال الكبار في الدولة عبر داعراتها.. وكان بينهم قادة فرنسيون وأجانب كشاه إيران والرئيس الأميركي جون كينيدي..
إنه فيلم عن نهاية حقبة بقدر ما يتعلق بقدوم حقبة جديدة، حول المسار الفريد لهذه الشخصية القوية السيدة كلود، التي ألهمت سينمائيين عديدين وشكّلت محور فيلم في العام 1977 من إخراج جوست جاكان تولت فيه فرنسواز فابيان دور القوّادة الأشهر في فرنسا.
المشكلة التي أضرت بجودة فيلم “مادام كلود” في نسخته الجديدة، في نظر العديد من النقاد، هي عدم وجود قصة روائية، فالمخرجة تمر بسرعة على الجانب المظلم لقوة السيدة كلود، التي لا نفهم جيدا سبب كراهيتها للرجال وللحب قبل أن تدخل في علاقة مع الشخص الذي ورطتها فيه مدللتها الجديدة ابنة الدبلوماسي، ثم كراهيتها لنفسها، ولكن فيما يتعلق بالعلاقة مع الفتيات الداعرات، يظهرها الفيلم كرائدة أعمال أكثر من كونها شرسة ومتسلطة كما هو معروف لدى الباطرونات في مجال القوادة.
هناك نقص في الحصة السردية على امتداد ساعة و50 دقيقة لا نعثر على حبكات متوازية وشخصيات ثانوية تطور الحكي وتجعل الفيلم مشوقا. إنه “فيلم نصفه ناجح ونصفه فاشل”، لقد اخترعت المخرجة شخصية Garance التي تلعب دور فتاة من عائلة ثرية في عملية التنافس مع مدام كلود على أرضها وفي قلب ملعبها، ونرى السخرية الباردة لهذه الشخصية التي نفهم أنها لسوء الحظ، تعرضت لصدمة في طفولتها.
نشهد هذين الجيلين من النساء الساخرات والباردات، اللائي يحاولن النجاح في عالم غواية الرجال. لكن المؤرق في هذا الفيلم هو أننا لا نعرف حقا ما تريد قوله المخرجة، عدا أن تسرد حياة أكبر قوادة فرنسية، ما الرسالة في الفيلم، مضمونا وجمالية؟
بين الإثارة الجنسية ثم الإثارة السياسية. نشعر أن الكثير من الأشياء تحدث خارج الكاميرا، قصة مادام كلود مع ابنتها ومع أمها، ثم ماضيها البعيد وكيف نجحت في بناء إمبراطوريتها من الصفر حتى قمة نجاحها واندحارها، هناك أشياء غامضة وغائمة بسبب هذه الأشكال الناقصة غير المفهومة في الفيلم والثقوب الكبيرة في النص، بالإضافة إلى ضعف السيناريو.
لكن الموسيقى التصويرية للفيلم كانت مذهلة وأداء البطلة والشابة المثيرة التي زحزحت مدام كلود عن عرشها، كانتا في قمة الروعة..
موعدنا في القادم من الحلقات مع: فيلم “الرحمة فقط”: مانديلا الأمريكي يطلق صرخة ضد ظلم النظام الاجتماعي