هزة أرضية طفيفة شرق تطوان: إشارات تنذر بنشاط زلزالي متزايد في بحر البوران
سجلت مراكز رصد الزلازل في الساعات الأولى من يوم الثلاثاء 22 أكتوبر، هزة أرضية طفيفة في عرض البحر شرق مدينة تطوان، بلغت قوتها 2.4 درجات على مقياس ريختر.
الهزة التي وقعت في بحر البوران تعيد إلى الأذهان المخاوف من النشاط الزلزالي المتزايد في هذه المنطقة، والذي شهد عدة أحداث زلزالية قوية في العقود الأخيرة.
هذا وتشير الدراسات العلمية إلى أن منطقة بحر البوران، الواقعة بين إسبانيا والمغرب، تعيش تحت تأثير فالق زلزالي حديث يعرف بـ”الفالق الإدريسي”.
هذه الدراسات، التي نشرت في مجلة “Nature Communication”، أظهرت أن هذا الفالق يعرف نشاطًا زلزاليًا مستمرًا، مما ينذر باحتمالية وقوع هزات أرضية أخرى في المستقبل، ويعتبر هذا الفالق سببًا رئيسيًا للهزات الأرضية القوية التي شهدتها المنطقة، وكان آخرها الهزة الأرضية التي ضربت المنطقة في يناير 2016، والتي بلغت قوتها 6.4 درجات على مقياس ريختر، ومن خلال تحليل الأحداث الزلزالية التي وقعت في الثلاثين عامًا الماضية، تم تسجيل ثلاث هزات رئيسية في أعوام 1994، 2004، و2016، مما يبرز مدى تعرض المنطقة لتهديدات زلزالية متكررة.
تجدر الإشارة أن الأحداث الزلزالية في منطقة بحر البوران تتسارع، ويؤكد العلماء أن تراكم الزلازل قد يؤدي إلى توليد فالق أطول، مما يزيد من إمكانية وقوع زلازل أقوى مع مرور الوقت.
هذه التوقعات تحمل أهمية كبيرة للسلطات المحلية والسكان على الجانبين الإسباني و المغربي، حيث يتعين اتخاذ الاحتياطات اللازمة والاستعداد لمواجهة أي تهديدات محتملة.
في ظل هذه المعطيات، بات من الضروري أن تتبنى الحكومات المحلية سياسات فعالة لرفع مستوى الوعي حول الزلازل، وتقديم معلومات دقيقة حول كيفية التصرف في حال حدوث هزة أرضية، كما يمكن أن تشمل هذه السياسات تنظيم دورات تدريبية، وتوزيع كتيبات توعوية، وتحسين أنظمة الإنذار المبكر، لضمان سلامة المواطنين وحمايتهم من المخاطر المحتملة.
ختامًا، تستمر هذه الدراسات في تعزيز الفهم العلمي حول ديناميكية الأرض في منطقة البحر الأبيض المتوسط، كما تفتح باب النقاش حول ضرورة تعزيز الجهود للحد من مخاطر الزلازل في المناطق ذات النشاط الزلزالي المتزايد، مثل بحر البوران، لضمان سلامة السكان والبنية التحتية