الذباب الإلكتروني والحكومة: “من أين لكم هذا الشعب المتفائل؟

وجد المغاربة أنفسهم أمام عرض كوميدي غير مُعلن،في مشهد يُعد من غرائب الحياة السياسية الحديثة في المغرب، أبطاله لم يكونوا سوى الذباب الإلكتروني الذي يُحركه المتحكمون في المشهد من خلف الكواليس. فبمجرد الإعلان عن لقاء صحفي لرئيس الحكومة، حتى ظهر طابور من التعليقات “المباركة” و”المتفائلة” لشعب سعيد بإنجازات حكومته، وكأن كل هذا الاحتقان الاجتماعي الذي يعم البلاد اختفى فجأة، ليظهر لنا شعب جديد لم نره من قبل!

هذا المشهد يدعو إلى التساؤل: من أين جاءت هذه الكائنات التي ترى إنجازات الحكومة في كل زاوية، بينما يعيش غالبية المغاربة في ظل تدهور اجتماعي واقتصادي غير مسبوق؟ هل هذه هي “موروكو” التي لا نعرف عنها شيئًا؟ أم أنها مجرد محاولة بائسة لتزييف الواقع أمام الكاميرات؟

يبدو أن الذباب الإلكتروني لا يتوقف عند إظهار دعم مصطنع للحكومة فحسب، بل تجاوز ذلك إلى استحمار صريح للعقول. فأي جرأة تلك التي تسمح لهم بالاعتقاد أن المغاربة سيصدقون هذا المسرح المليء بالتصفيق المزيف؟

بينما تتراكم الشكاوى ضد فشل الحكومة في معالجة قضايا البطالة وارتفاع الأسعار والأزمة الصحية والتعليمية، يجد البعض الوقت ليصفق ويهلل لإنجازات لم يرها سوى “المتفائلون الافتراضيون”.

لكن السؤال الحقيقي يبقى: “من أين جئتم بهذه الجرأة على استحمار المغاربة؟”

الحقيقة أن هذا العرض الهزلي لا ينطلي على أحد. فالجميع يعلم أن الواقع يختلف تمامًا عن هذه الصورة الافتراضية التي يحاولون رسمها.

وحين يأتي الليل، ينام الناس وهم يعرفون جيدًا أن هذا الاحتقان الاجتماعي لا يمكن تغطيته بتعليقات سطحية من الذباب الإلكتروني. تصبحون على خير!.