تستمر مؤشرات ميناء طنجة المتوسطي في إظهار قوة اقتصادية ملحوظة خلال عام 2024، حيث سجل الميناء نمواً ملحوظاً في حجم السلع المعالجة، محققاً زيادة بنسبة 14.9% في الربع الأول من العام، بما يعادل 33.2 مليون طن، هذه الأرقام تعكس الالتزام المستمر للميناء بتعزيز أدائه في ظل التحديات العالمية.
هذا و شهدت الإيرادات الخاصة بالميناء في هذه الفترة زيادة بنسبة 18.3% مقارنةً بنفس الفترة من عام 2023، محققةً أكثر من مليار درهم.
و تأتي هذه الزيادة كنتيجة مباشرة للتطور المستمر في البنية التحتية والأنظمة التقنية بالميناء، والتي شهدت استثمارات بلغت قيمتها حوالي 241 مليون درهم خلال الأشهر الأولى من العام.
و تسعى هذه الاستثمارات إلى تعزيز سلاسة عمليات الشحن والتفريغ وتطوير الأنظمة الرقمية لتسريع الإجراءات وتوفير المزيد من الخدمات المتكاملة، مما يسهم في رفع كفاءة الميناء وقدرته على استقطاب المزيد من الشركات المحلية والدولية
تجدر الإشارة ان المناطق الصناعية المحيطة بالميناء، والتي تضم أكثر من 1,200 شركة، تلعب دورًا محوريًا في تعزيز الصادرات المغربية، حيث حققت هذه المناطق صادرات بلغت قيمتها 1.55 مليار دولار، بما يعادل حوالي 20% من إجمالي صادرات المملكة، وتساهم هذه المناطق، التي تضم شركات تعمل في قطاعات حيوية مثل السيارات، والطيران، والصناعات الغذائية، في توفير بيئة عمل تنافسية وعالية الجودة، مما يساعد في تعزيز مكانة المنتجات المغربية على الصعيد العالمي.
و تتوقع الدراسات أن يصل عدد الحاويات المعالجة في ميناء طنجة المتوسطي إلى 9 ملايين حاوية في عام 2024، بعد أن تجاوزت 8.6 مليون حاوية في العام السابق، هذا النمو المطرد يعزز من مكانة الميناء بين أكبر موانئ العالم ويؤكد دوره الرائد في القارة الأفريقية ومنطقة البحر الأبيض المتوسط.
و يمثل ميناء طنجة المتوسطي نموذجاً ناجحاً للتنمية الاقتصادية المستدامة في المغرب، حيث تساهم استثماراته المستمرة في تطوير البنية التحتية و الخدمات اللوجستية في تعزيز مكانته كمركز تجاري حيوي، في ضوء الأداء القوي والتوقعات الإيجابية، يبدو أن مستقبل الميناء سيكون مشرقاً، مما يعكس القوة الاقتصادية للمغرب على الساحة الدولية.
