أطلقت مدينة أكادير مشروعًا طموحًا يهدف إلى تخصيص 8 أمتار مربعة من المساحات الخضراء لكل فرد من سكان المدينة،و يأتي هذا المشروع ضمن برنامج التنمية الحضرية لأكادير، حيث يشمل سلسلة من المبادرات لتطوير البنية التحتية وتعزيز جاذبية المدينة، وتوفير مساحات ترفيهية واستجمامية تتلاءم مع متطلبات المواطنين،في إطار رؤية شاملة لتحسين جودة الحياة وتعزيز الاستدامة الحضرية.
في خطوة حديثة ضمن هذا المشروع، تم افتتاح حديقة “تدارت”، التي تمثل إضافة هامة إلى مجموعة الحدائق والمساحات الخضراء التي تشهدها المدينة، و تقع الحديقة الجديدة في منطقة استراتيجية وتوفر لزوارها فضاءات متعددة للاستجمام والترفيه، حيث تضم مساحات مخصصة للمشي والأنشطة الرياضية، بالإضافة إلى مناطق للأطفال وأماكن للجلوس والاستمتاع بالطبيعة.
و يعد افتتاح هذه الحديقة نقطة تحول في المشهد البيئي والحضري لأكادير، حيث تمنح المواطنين والزوار فرصة للاستفادة من المساحات الطبيعية في وسط المدينة، وبالتالي تعزز من جاذبية أكادير كمدينة سياحية وحضرية على حد سواء.
هذا و تتواصل جهود مدينة أكادير ضمن برنامج التنمية الحضرية، والذي يتضمن عدة مشاريع تهدف إلى تعزيز المساحات الخضراء في مختلف أحياء المدينة. لقد شهدت المدينة في الأشهر الماضية سلسلة من الافتتاحات لأماكن ترفيهية ومساحات خضراء جديدة، من بينها حديقة “أولهاو” التي تم تأهيلها وافتتاحها في يونيو 2023، وحديقة “للا مريم” التي أعيد تأهيلها في يوليو 2023. كل من هذه الحدائق تأتي لتكمل الصورة الجمالية لأكادير، وتعكس التزام السلطات المحلية بتحسين جودة الحياة للمواطنين والزوار.
زيادة على ذلك، تسهم المساحات الخضراء في تحسين نوعية الهواء، وتنظيم درجة الحرارة، والحفاظ على التنوع البيولوجي في المدينة. وتعتبر أكادير من المدن التي تشهد نموًا حضريًا سريعًا، مما يجعل هذه المشاريع ذات أهمية خاصة لتوفير توازن بيئي في ظل التوسع العمراني المستمر.
تجدر الإشارة انه و مع استكمال هذا المشروع الطموح، يتوقع أن تصبح أكادير واحدة من أكثر المدن الخضراء في المملكة، مما يعزز من مكانتها السياحية والبيئية على حد سواء. حيث أصبحت المساحات الخضراء جزءًا لا يتجزأ من معايير المدينة الحديثة التي تراعي متطلبات السكان والبيئة، وتعمل على تحسين مظهر المدينة واستقطاب المزيد من الزوار المحليين والدوليين..
من خلال هذا المشروع الطموح، تؤكد أكادير على التزامها بتحقيق تنمية حضرية مستدامة، والتي لا تقتصر على تحسين البنية التحتية فقط، بل تشمل أيضًا تعزيز الجوانب البيئية والاجتماعية التي تساهم بشكل كبير في تحسين جودة الحياة للسكان.
ومن المتوقع أن تواصل المدينة العمل على هذا النهج، لتكون أكثر اخضرارًا وجمالًا في السنوات القادمة، وتلبي احتياجات مواطنيها وزوارها على حد سواء.