شرع حزب التجمع الوطني للأحرار مبكرًا في الاستعداد للانتخابات المقبلة، متجاهلًا الصراعات الداخلية التي تتفاقم بين صفوفه في مدينة أكادير، فيما يبدو أنه يسعى للحفاظ على مكتسباته الانتخابية من محطة 8 شتنبر 2021 بأي ثمن، حتى ولو كان على حساب التماسك التنظيمي للحزب محليًا.
وبالرغم من أن هذه الصراعات أثرت بشكل واضح على أداء الحزب في المنطقة، إلا أن قيادته قررت حسم أسماء الشخصيات التي ستتولى قيادة هياكله التنظيمية في أكادير، بعد فترة من الخلافات التي عصفت بالقيادات المحلية وأدت إلى استقالة المنسق الإقليمي السابق.
المعطيات تشير إلى تقدم 12 شخصًا لشغل مناصب التنسيق، غير أن القيادة فضلت تعيين البرلماني السابق ورئيس المجلس الإقليمي لأكادير، عبد الله المسعودي، كمنسق لأكادير إداوتنان، فيما أسندت مهمة التنسيق في أكادير المركز إلى الفاعل الاقتصادي والرئيس السابق لغرفة الصيد البحري، عبد الرحمان سرود.
وتبقى هذه التعيينات رهينة الإعلان الرسمي المرتقب بعد اجتماع المكتب السياسي للحزب.
تجدر الاشارة الى ان الصراع الداخلي، الذي شهد احتدامًا بين رئيس الجهة والمنسق الجهوي للحزب كريم أشنكلي، والبرلماني السابق عبد الله المسعودي من جهة، والمنسق الإقليمي ونائب رئيس الجهة رشيد بوخنفر من جهة أخرى، انتهى باستقالة الأخير، دفع الحزب إلى تقسيم منصب التنسيق بين أكادير المركز وأكادير إداوتنان.
غير أن هذه الخطوة لم تأتِ بحلول جذرية، وتظل الشكوك قائمة حول قدرة الحزب على تحقيق الانسجام الداخلي المطلوب لخوض الانتخابات المقبلة بنجاح.