الرئسيةحول العالمميديا وإعلام

لهذه الأسباب الإطاحة بنتنياهو تقترب

عن «هآرتس» وترجمة “الأيام الفلسطنية”

في المقال الذي نشرتُه قبل نصف سنة تقريبا («هآرتس»، 6/11) كتبت بأنه يوجد للأميركيين مفهوم يصف الشخص الذي يحتاج إلى صيانة عالية، وقدرت بأنه بسبب ذلك سيقوم ترامب بإزاحة بنيامين نتنياهو_نُظمت احتجاجات حاشدة تطالب بإقالته من منصبه_ عن الحكم، فترامب يعتبر نتنياهو السيد «صيانة عالية».

بعد أن حصلت إسرائيل من الولايات المتحدة على 18 مليار دولار مساعدات أمنية في السنة الماضية يعتقد ترامب ويقول أيضاً إنه لا يريد استثمار الأموال، سواء في أوكرانيا أو في إسرائيل. واستمرار دعم الجنون الشرق أوسطي ليس في أجندته.

نتانيهو عائق أمام ترامب

خلافاً للرأي السائد فان نتنياهو عائق أمام لترامب. تتساوق مصالح ترامب مع مصالح إسرائيل، ولكن ليس مع مصالح نتنياهو.

كما أن نتنياهو يزعجه في تحقيق أهدافه. توقعتُ أنه بعد احتراق نتنياهو سيقوم بطرده. التطورات في الفترة الأخيرة تقرب نتنياهو من مرحلة الإطاحة به. يدرك ترامب وطاقمه أنهم لن يتقدموا معه إلى أي مكان، وأنه يوجد له بديل.

ارغب في التوضيح: أنا غير محسوب على مؤيدي ترامب. بالعكس، أعتقد أنه يسبب الدمار للديمقراطية والمجتمع والعلوم في الولايات المتحدة. التحليل التالي يتعلق فقط بعلاقته مع نتنياهو والمتطرفين الذين يوجدون جانبه.

يريد ترامب الدفع قدما بالسلام من أجل تحقيق أهداف اقتصادية. لا توجد له أي مصلحة في الحروب التي ستحتاج إلى تدخل الولايات المتحدة في المنطقة. مثلا، تخلى عن الحرب ضد الحوثيين.

نتانياهو يستمر في اشعال الشرق الاوسط

في المقابل، يواصل نتنياهو اشعال الشرق الأوسط، ويعبر عن رغبته في مهاجمة المنشآت النووية في إيران، وتدمير قطاع غزة.

قام نتنياهو، وهذا واضح لواشنطن أيضا، برعاية «حماس» لسنوات وهو يواصل منع قدوم بديل واقعي لحكمها في القطاع. لا يريد ترامب الانجرار إلى تورط عسكري، ولا يريد مواصلة صب ملايين الدولارات على حروب نتنياهو، وهو غير معني بتعريض صفقاته الجديدة في شبه الجزيرة العربية للخطر.


وهو بالتاكيد يستمع إلى محمد بن سلمان اكثر مما يستمع لرجال نتنياهو.

يدرك رجال الإدارة في واشنطن أن نتنياهو ضعيف، ويتعرض للابتزاز بشكل دائم.

وفي الاستطلاعات يجد نتنياهو نفسه مرة تلو الأخرى في الأقلية.

هم أدركوا أن نتنياهو يجرهم دون توقف، وأحيانا أيضا يقوم بخداعهم. يرى رجال الإدارة انه توجد في إسرائيل بدائل سياسية مريحة اكثر لهم، ومن المرجح أنهم سيعملون على الدفع بها قدما.

كندا وفرنسا وبريطانيا سينضمون لهذه العملية

يبدو أن زعماء كندا وفرنسا وبريطانيا، وربما أيضا ألمانيا، سينضمون إلى هذه العملية. انتخابات في إسرائيل في اقرب وقت هي الاحتمالية المفضلة والمعقولة.

أيضا يؤيد معظم الجمهور في إسرائيل هذه الاحتمالية التي هي عملية ديمقراطية مطلوبة، ولن يصعب عليه الدفع بها قدما.

تلميحات من قبل ترامب بشأن إشكالية نتنياهو واليمين المتطرف فقط ستقوي المنحى السائد في الاستطلاعات منذ فترة طويلة.

توجد للإدارة الأميركية الحالية أداة ضغط مهمة على الحريديين، وهذه الأدوات سيحسنون استخدامها على فرض أنهم لا يريدون تفويت القطار، إذا تعاونوا في أسرع وقت لترسيخ مصالحهم في الحكومة القادمة.

ولكن أنا اقدر أنهم سيصممون وسيخسرون لأنه حسب رأيي رؤساء الحريديين قصيرو النظر.

في الولايات المتحدة أيضاً يدركون القوة الصغيرة نسبيا لشركاء نتنياهو في اليمين المتطرف. مثلا، سموتريتش الذي لا يتوقع أن يجتاز نسبة الحسم.

صبر ترامب ينفد

الإطاحة بنتنياهو يمكن أن تكون مرفقة بانتقاله إلى أميركا، إلى جانب تسوية أموره القضائية التي يتوقع أن تتفاقم في أعقاب قضية قطر غيت وتشكيل لجنة تحقيق رسمية. ترتيب مشابه تم في السابق مع زعماء فاسدين في أميركا اللاتينية عند استقالتهم.

صبر ترامب _رجل أعمال أمريكي_ ينفد. ليس لديه أي مصلحة في أن يتسبب نتنياهو «الخاسر» في تآكل إنجازاته المهمة الأخيرة. مرحلة الإطاحة بنتنياهو تقترب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى