يشهد المغرب في الآونة الأخيرة تزايدًا مقلقًا في حالات الإصابة بداء الحصبة، المعروف محليًا بـ”بوحمرون”، خاصة في مدن الشمال مثل عمالة المضيق الفنيدق.
هذا الوضع الصحي أثار قلقًا واسعًا لدى الفعاليات الصحية التي أطلقت تحذيرات متكررة بشأن تداعيات هذا المرض على الصحة العامة، خصوصًا مع تسجيل وفيات في صفوف الأطفال، الذين يُعدّون الفئة الأكثر هشاشة أمام هذا الوباء.
الحصبة مرض فيروسي شديد العدوى ينتقل عبر الرذاذ التنفسي الناتج عن العطس أو السعال.
ويتميز المرض بأعراض أولية مثل الحمى الشديدة، السعال الجاف، التهاب الحلق، وظهور طفح جلدي أحمر يغطي الجسم، وفي بعض الحالات، قد يتسبب المرض في مضاعفات خطيرة مثل الالتهاب الرئوي أو التهاب الدماغ، خاصة لدى الأطفال أو الأشخاص ذوي المناعة الضعيفة.
ويرى خبراء الصحة أن ضعف التغطية بالتلقيح قد يكون السبب الرئيسي وراء الانتشار المتزايد للمرض. كما أن نقص الوعي بأهمية التطعيم، خاصة في المناطق النائية، يساهم في تفاقم المشكلة.
أضف إلى ذلك الظروف المعيشية الصعبة في بعض المناطق والتي تجعل السيطرة على تفشي الأمراض تحديًا كبيرًا.
هذا، وسبق أن حذرت وزارة الصحة المغربية ومجموعة من الخبراء من خطورة الوضع الحالي، داعية إلى تكثيف حملات التلقيح الوطنية ضد الحصبة.
وأكدت الفعاليات الصحية على ضرورة تعزيز الرقابة الوبائية وتوعية المواطنين بخطورة المرض وسبل الوقاية منه، كما دعت إلى توجيه الموارد الطبية نحو المناطق الأكثر تضررًا لضمان تلقي جميع الأطفال التطعيم اللازم.
وللحد من انتشار الحصبة، توصي الجهات الصحية بالتطعيم باعتباره الوسيلة الأكثر فعالية للوقاية من المرض، إضافة إلى تعزيز النظافة الشخصية مثل غسل اليدين بانتظام، وتجنب مشاركة الأدوات الشخصية، والتباعد الاجتماعي خاصة في حال ظهور الأعراض، مع استشارة الطبيب مبكرًا عند ملاحظة أي علامات مشابهة للحصبة.
في ظل هذا الوضع، تقع المسؤولية على عاتق الجميع للتصدي لهذا المرض، ويحتاج الأمر إلى تكاتف جهود الحكومة، المجتمع المدني، والإعلام لتوعية المواطنين بأهمية التطعيم وضرورة الالتزام بالإجراءات الوقائية.
إن داء “بوحمرون” ليس مجرد مرض عابر، بل تهديد حقيقي للصحة العامة يمكن تفاديه بتوفير الدعم الصحي اللازم ونشر الوعي بين السكان.