شهد المغرب إنجازًا جديدًا في مجال التعليم الرقمي بفضل التعاون بين شركة هواوي والحكومة المغربية من خلال مشروع “المدرسة الرقمية 2024”.
هذا المشروع الطموح يهدف إلى تعزيز المساواة في الوصول إلى التكنولوجيا الرقمية، مما يمهد الطريق أمام الأجيال الجديدة لمواكبة عالم يزداد ترابطًا، و تأتي هذه المبادرة كجزء من خارطة الطريق الوطنية لإصلاح التعليم الممتدة بين 2022 و2026، ما يعكس التزام الحكومة المغربية بتحديث النظام التعليمي وتوجيهه نحو المستقبل الرقمي.
أُطلق مشروع المدرسة الرقمية في فبراير 2024 بالتعاون بين وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة المغربية وشركة هواوي-المغرب، تحت مظلة مبادرة “TECH4ALL” العالمية من هواوي، هذه المبادرة تهدف إلى تعزيز الإدماج الرقمي وتوفير فرص متكافئة للتعلم التكنولوجي للجميع، ما يجعلها ركيزة أساسية لتطوير المهارات الرقمية في مختلف أنحاء المملكة.
وفقًا لديفيد لي، المدير العام لشركة هواوي-المغرب، فإن الشراكة بين القطاعين العام والخاص كانت المحرك الرئيسي لنجاح المشروع، حيث أشار إلى أهمية توطيد التعاون لتحفيز نظام رقمي قوي ومستدامة، وأكد أن هواوي ملتزمة بدعم طموحات المغرب من خلال الاستثمار المستمر في التدريب والابتكار، مما يسهم في بناء بيئة تعليمية رقمية شاملة وعالية الجودة.
تجدر الإشارة أن المشروع يرتكز على تطوير المهارات الرقمية من خلال توفير تدريبات مكثفة للطلاب والمعلمين في تقنيات متقدمة مثل الذكاء الاصطناعي والواقع الافتراضي وتطوير التطبيقات الويب، كما أتاح المشروع فرصة للمشاركين لخوض تجارب عملية في البرمجة والروبوتات، إضافة إلى تعزيز الإبداع وحل المشكلات التقنية عبر أنشطة تفاعلية وألعاب تعليمية.
هذا و قد تم تنفيذ المشروع على مدار العام عبر أربع مراحل متكاملة. المرحلة الأولى ركزت على تدريب 265 معلمًا في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات عبر 12 جهة في المغرب، بينما تضمنت المرحلة الثانية تقديم الدعم المستمر للمعلمين لتطبيق هذه المهارات مع أكثر من 2650 طالبًا داخل الفصول الدراسية، أما المرحلة الثالثة، فقد شهدت تنظيم 12 هاكاثونًا إقليميًا بين مايو ونوفمبر، حيث عمل 714 طالبًا على تطوير حلول تقنية لمواجهة تحديات واقعية، في حين أن المرحلة الأخيرة اختُتمت بمخيمات تكنولوجية أقيمت في مدن فاس، مراكش، وأكادير، وجمعت هذه المخيمات 180 طالبًا و60 معلمًا من مختلف المناطق لتعزيز المهارات المكتسبة وعرض الحلول المبتكرة أمام لجان متخصصة.
ذروة المشروع كانت في ديسمبر 2024 خلال الجولة التقييمية للمخيم الختامي بأكادير، والتي شهدت حضور مسؤولين بارزين مثل وزير التربية الوطنية محمد سعد برادة ونائب رئيس هواوي-المغرب شين شياولي. هذه الجولة لم تكن فقط فرصة لتقييم النتائج، بل أيضًا لتسليط الضوء على المهارات المتقدمة التي اكتسبها الطلاب من خلال العروض التقديمية المميزة لمشاريعهم التقنية.
نجاح مشروع “المدرسة الرقمية 2024” يعكس التزام المغرب بالرقمنة الشاملة للتعليم، ما يجعله نموذجًا إقليميًا للاستفادة من التكنولوجيا كأداة لتحقيق المساواة والتقدم. هواوي بدورها تواصل توسيع نطاق مبادرتها “TECH4ALL” إلى دول أخرى مثل كينيا والسنغال وجنوب أفريقيا والصين، حيث تسعى إلى توصيل المدارس النائية بالإنترنت وتعزيز المهارات الرقمية عالميًا بالتعاون مع منظمات مثل اليونسكو ومبادرات أخرى.
من خلال هذا المشروع، يثبت المغرب وحلفاؤه أن التكنولوجيا ليست فقط أداة للتعليم، بل وسيلة لتحقيق الشمولية الاجتماعية والمساواة، وفتح آفاق جديدة للأجيال القادمة في عالم رقمي متسارع.