تنظيم مونديال 2030 يعيد دوليا للواجهة معضلة الكلاب الضالة بالمغرب
تتصاعد الضغوط والانتقادات في المغرب بخصوص حملة تنظيف الشوارع من الكلاب الضالة وسط استعدادات لكأس العالم 2030، ما جعل ثلاثة ملايين كلب معرضة لخطر النفوق.
ورغم أن وزارة الداخلية تفاعلت إيجابا مع انتقادات مجموعة من المنظمات الوطنية والدولية المهتمة بحماية الحيوانات، وقررت منع في وقت سابق من قتل الكلاب، الا أن بعض النشطاء في الدفاع عن حقوق الحيوانات لا يزالون يثيرون مخاوف بشأن الكلاب الضالة.
وفي هذا الإطار، كانت وجهت الناشطة البريطانية البارزة في مجال حقوق الحيوانات، جين غودال، رسالة حادة اللهجة إلى الأمين العام للاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، ماتياس غرافستروم، تطالبه فيها بالتدخل العاجل لوقف ما وصفته بـ”المجازر” التي تستهدف الكلاب الضالة في المغرب.
وأعربت غودال عن استيائها من “قيام السلطات المغربية بعمليات قتل واسعة النطاق”، مؤكدة إلى أن المبادرة توقفت في غشت 2024”.
وقالت: “لقد صدمت عندما علمت أنه تم تقديم ملفات مفصلة توثق هذه الأعمال المروعة، والتي ارتكبت معظمها بأكثر الطرق وحشية وقسوة يمكن تخيلها، ومع ذلك تم تجاهلها”.
وأضافت: “ربما تعرفون كيف سيتفاعل مشجعو كرة القدم في جميع أنحاء العالم، والذين يحب العديد منهم الحيوانات أيضا، عندما يسمعون عن هذا؟”.
وتستند مخاوف غودال، وفقاً لما نشره موقع “ديلي ميل” البريطاني، إلى تقارير مفصلة قدمها التحالف الدولي لرعاية الحيوانات، توثق عمليات قتل واسعة النطاق للكلاب الضالة في مختلف مناطق المغرب.
وكان “حادثة مقتل السائحة الفرنسية (44 سنة) متأثرة بإصابتها بمنطقة العركوب، بالقرب من مدينة الداخلة، تأثيرها حيث أعادت الجدل حول المخاطر التي تسببها الكلاب الضالة المنتشرة بقرى ومدن المغرب على حياة وصحة المارة، دون أن تتمكن السلطات من احتواء ومعالجة هذه الظاهرة المنتشرة”.
كما أنه وفي حوادث أخرى كان من ورائها الكلاب الضالة، حيث كان لقي رجل ستيني حتفه في شهر مايو الماضي بعد أن هاجمته الكلاب بإحدى المدارات الطرقية بمراكش عاصمة السياحة بالمغرب.
وكانت قامت السلطات بمدينة أكادير، في وقت سابق، بترحيل ناشطة بيئية فرنسية تُدعى “فاني”، بعد انتهاء صلاحية بطاقة إقامتها وتلقي شكاوى ضدها تتعلق بعرقلتها لعملية جمع الكلاب الضالة.
وكانت مصادر إعلامية ذكرت أن الناشطة، وهي إحدى المؤسسين لجمعية “Morocco Animal Aid” في منطقة أورير، شمال أكادير، كانت قد تصدّت، إلى جانب ناشطات أخريات، لمحاولة السلطات جمع الكلاب الضالة في حملة جرت الأسبوع الماضي، حيث تمكّنَّ من تحرير حوالي 20 كلبًا كان محبوسًا داخل شاحنة تابعة لجماعة أورير.
جدير بالذكر هنا، أن السلطات المغربية كانت قد أعلنت في غشت 2024 عن توقيف عمليات قتل الكلاب الضالة.
وتشير الإحصائيات الرسمية، أن عدد الكلاب الضالة يقدر بحوالي 3 ملايين كلب ضال.
فيما كان كشف تقرير رسمي يعود لسنة 2019، أن المكاتب الجماعية لحفظ الصحة تجمع سنويا أكثر من 140 ألف كلب ضال.
أيضا و وفق معطيات وزارة الصحة (البرنامج الوطني لمحاربة داء السعار)، فقد سجل المغرب 414 إصابة بداء السعار، ما بين سنتي 2000 و2020، بمعدل يقارب 20 حالة في السنة، من بينها 180 حالة لدى أطفال أقل من 15 سنة، هذه الحالات تسببت فيها الكلاب بنسبة 88%، والقطط بنسبة 6%، ونادرا ما تتسبب فيها حيوانات أخرى.