بعد استقالة رئيس الأركان وقائد المنطقة الجنوبية..دعوات لتنحي نتنياهو مع عودة الاستقالات لتعصف بجيش الاحتلال الإسرائيلي
تصاعدت الدعوات في صفوف المعارضة الإسرائيلية، الثلاثاء، إلى استقالة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وأعضاء حكومته، وتشكيل لجنة تحقيق رسمية في “إخفاق” 7 أكتوبر 2023.
جاء ذلك بالتزامن مع عودة الاستقالات لتعصف بالجيش الإسرائيلي على خلفية “إخفاق” 7 أكتوبر، والتي شملت رئيس الأركان هرتسي هاليفي، وقائد المنطقة الجنوبية يارون فينكلمان.
وفي ذلك اليوم، شنت فصائل فلسطينية، بينها حركتا “حماس” و”الجهاد الإسلامي”، هجوما مباغتا على مواقع عسكرية ومستوطنات محاذية لقطاع غزة، بالتزامن مع حصار إسرائيلي خانق على القطاع منذ 18 عاما، وتصعيد إسرائيل لانتهاكاتها بحق المسجد الأقصى.
وحينها، قالت الفصائل إن هجومها جاء بهدف “إنهاء الحصار الجائر على غزة، وإفشال مخططات إسرائيل لتصفية القضية الفلسطينية وفرض سيادتها على المسجد الأقصى”.
فيما أقر مسؤولون سياسيون وعسكريون وأمنيون إسرائيليون بأن الهجوم يمثل “اخفاقا كبيرا” لبلدهم على المستويات السياسية والعسكرية والاستخباراتية.
وضمن تداعيات هذا الهجوم الذي تصاعد الجدل بشأنه بعد سريان اتفاق وقف إطلاق النار بغزة قبل يومين، أعلن هاليفي، اليوم، استقالته من منصبه، انطلاقا من “الاعتراف بمسؤوليته عن فشل الجيش الإسرائيلي” في التنبؤ به والتصدي له.
وأوضح هاليفي أن استقالته ستسري اعتبارا من 6 مارس، حيث سيعمل خلال الفترة الزمنية المتبقية من خدمته على إنجاز التحقيقات الداخلية التي يجريها الجيش في إخفاقات 7 أكتوبر.
ومن المقرر أن تنتهي هذه التحقيقات أواخر يناير الجاري.
مطالب بلجنة تحقيق رسمية
أما رئيس حزب “معسكر الدولة” المعارض بيني غانتس فقد طالب بتشكيل لجنة تحقيق رسمية للتحقيق في إخفاقات 7 أكتوبر.
وقال غانتس عبر منصة “إكس”: “رئيس الأركان يتحمل مسؤولية عسكرية عن كارثة 7 أكتوبر، لكنه أيضًا مسؤول عن التعافي الكبير الذي شهده الجيش الإسرائيلي”، وفق تعبيره.
وأكد أن “على رئيس الوزراء والمستوى السياسي أن يتحملوا مسؤولياتهم من خلال تشكيل لجنة تحقيق رسمية، مع العمل على قيادة إسرائيل نحو انتخابات تتيح تشكيل حكومة جديدة تستعيد ثقة الجمهور”.
نتنياهو يشكر هاليفي
على مستوى الحكومة، قال مكتب نتنياهو عبر بيان إن الأخير تحدث مع هاليفي هاتفيا، وشكره على “سنوات خدمته الطويلة” بالجيش.
وأضاف أن نتنياهو اتفق مع هاليفي على اللقاء خلال الأيام المقبلة.
ولم يتضمن البيان أي تعقيب على دعوات المعارضة لنتنياهو بالاستقالة أو تشكيل لجنة تحقيق رسمية في إخفاقات 7 أكتوبر.
على النحو ذاته، شكر وزير الدفاع يسرائيل كاتس، عبر منص “إكس”، هاليفي على سنوات خدمته بالجيش.
تحريض على عودة الحرب
من جانبه، استغل وزير المالية المتطرف بتسلئيل سموتريتش الاستقالة لتجديد دعوته إلى استمرار الحرب “حتى تحقيق النصر الكامل”.
وقال سموتريتش عبر منصة “إكس”: “انتقادي لفشل هاليفي في القضاء على قدرات حماس المدنية والسلطوية، ومسؤوليته عن إخفاق 7 أكتوبر، لا يقلل من الامتنان لمساهماته وإنجازاته”، وفق تعبيره.
وتابع: “الفترة المقبلة ستشهد تغييرات في القيادة العسكرية العليا استعدادا لاستئناف الحرب حتى تحقيق النصر الكامل”.
وكان بن غفير استقال من الحكومة احتجاجا على اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى مع “حماس”.
وفي أوقات سابقة، أعلن عدد من المسؤولين السياسيين والعسكريين والأمنيين الإسرائيليين أنهم يتحملون مسؤولية شخصية عن إخفاقات 7 أكتوبر.
كما سبق أن قدّم عدد من المسؤولين الإسرائيليين استقالاتهم على خلفية هذه الإخفاقات، أبرزهم رئيس شعبة الاستخبارات في الجيش الإسرائيلي (أمان) أهارون حاليفا.
لكن حتى اليوم، يرفض نتنياهو تحمّل أي مسؤولية عن الهجوم، أو تشكيل لجنة تحقيق رسمية في أحداثه.
وعلى إثر الهجوم، ارتكبت إسرائيل بدعم أمريكي بين 7 أكتوبر 2023 و19 يناير 2025، إبادة جماعية بقطاع غزة خلفت أكثر من 157 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.