أبدى المكتب السياسي لحزب الاشتراكي الموحد، ترحيبه باتفاق وقف إطلاق النار الذي تم توقيعه بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية بعد 470 يوماً من العدوان الصهيوني على قطاع غزة، واصفاً هذه الحرب بأنها من “أكثر الحروب وحشية في العصر الحديث”، حيث عانى الشعب الفلسطيني خلالها من جرائم حرب وممارسات تطهير عرقي.
كما أشار الحزب إلى أن هذا الاتفاق ليس سوى مرحلة جديدة في نضال الشعب الفلسطيني المستمر من أجل التحرر وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.
وفي السياق ذاته، أضاف الحزب أن معركة “طوفان الأقصى” تُمثل جزءًا من مسار طويل من المقاومة البطولية التي يخوضها الفلسطينيون في مواجهة آلة الحرب الإسرائيلية، ورغم التحديات الجسيمة التي واجهها الشعب الفلسطيني، بما في ذلك التدمير الواسع للبنية التحتية والحصار المستمر على قطاع غزة، إلا أن المقاومة الفلسطينية تمكنت من الصمود وإحراز الانتصارات التي تجلت في هذا الاتفاق.
وتوجه الحزب الاشتراكي الموحد في بيانه بتحية عالية للمقاومة الفلسطينية بكافة فصائلها، مؤكداً على بطولاتها الكبيرة في مواجهة العدوان الإسرائيلي، كما هنأ الحزب الأسيرات والأسرى الذين نالوا حريتهم رغم عنجهية الاحتلال، وذكر أن تضحيات الشعب الفلسطيني كانت ضخمة جداً، فقد تجاوز عدد الشهداء 200 ألف، بينهم مئات الآلاف من الجرحى.
من جهة أخرى، أبدى الحزب الاشتراكي الموحد استياءه من الممارسات الدولية في التعاطي مع العدوان الإسرائيلي، ودعا الحزب المجتمع الدولي إلى الإسراع في تقديم المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني المحاصر في قطاع غزة، محذراً من استمرار الوضع الكارثي الذي يعانيه الفلسطينيون، كما طالب بتسريع محاكمة المسؤولين الإسرائيليين في المحكمة الجنائية الدولية على جرائم الحرب والتطهير العرقي التي ارتكبوها بحق الشعب الفلسطيني.
وفيما يتعلق بالموقف الفلسطيني الداخلي، دعا الحزب الاشتراكي الموحد إلى ضرورة توحيد الصف الفلسطيني، فقد شدد على أهمية تجاوز الانقسام الذي يعصف بالفصائل الفلسطينية والعمل على توحيد الجهود لمواجهة السياسات العدوانية للكيان الصهيوني في الضفة الغربية والقدس.
هذا وأكد الحزب على ضرورة الالتزام بتنفيذ اتفاقات الوحدة الوطنية الفلسطينية، لاسيما اتفاق بكين، باعتباره خطوة مهمة نحو تحقيق حلم الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال.
إلى جانب ذلك، أشاد الحزب باحتضان الشعب المغربي لقضية فلسطين، معتبرًا أن التضامن المغربي مع الشعب الفلسطيني كان نموذجًا يُحتذى به.
إذ شهدت شوارع المملكة مسيرات ومظاهرات دعم لحقوق الفلسطينيين، وهو ما اعتُبر من قبل المقاومة الفلسطينية شراكة حقيقية في النضال وفي الانتصار، وفي هذا الصدد، وجه الحزب الشكر للشعب المغربي بكافة فئاته على موقفه الثابت.
كما جدد الحزب الاشتراكي الموحد مطالبة الدولة المغربية بضرورة إلغاء معاهدة التطبيع مع إسرائيل، وإغلاق مكتب الاتصال الإسرائيلي في الرباط، وطرد ممثلي الكيان الصهيوني من الأراضي المغربية.
كذلك، طالب البرلمان المغربي بالإسراع في تجريم التطبيع مع إسرائيل، في وقت يسعى فيه الحزب إلى تعزيز الموقف المغربي المناهض للكيان الصهيوني.
وفي الختام، أكد الحزب الاشتراكي الموحد على أن نضال الشعب الفلسطيني لن يتوقف مع هذا الاتفاق، بل سيستمر حتى تحقيق الحرية والعدالة، مؤكدا أن فلسطين ستظل القضية المركزية للأمة العربية، و مشيداً بصمود الشعب الفلسطيني الذي أبهر العالم بتضحياته وتضحياته المستمرة في مواجهة الاحتلال.
