الرئسيةرياضةفي الواجهة

بشرى كربوبي.. تهميش غير مبرر لحكمة في القمة

بعد مسيرة حافلة بالتألق والإنجازات، أثبتت الحكمة المغربية بشرى كربوبي جدارتها على المستويين القاري والدولي، حتى صُنفت مؤخرًا كأفضل حكمة في إفريقيا والخامسة عالميًا.

وبالرغم من هذا التميز اللافت، جاء “قرار” إبعادها غير المعلن عن إدارة مباريات البطولة الوطنية الاحترافية المغربية ليشكل صدمة غير متوقعة، خاصة أنه لم يسبقه أي توضيح رسمي يبرر هذه الخطوة.

طوال مشوارها التحكيمي، كانت كربوبي نموذجًا للنجاح والإصرار، وواحدة من الأسماء التي رفعت راية التحكيم النسوي عاليًا، إلا أن التهميش الذي طالها في الفترة الأخيرة دفعها إلى الهبوط من قمة المنافسات الاحترافية إلى أقسام الهواة، حيث وجدت نفسها خارج دائرة الأضواء التي اعتادت عليها.

هذا التراجع المفاجئ في مسارها يطرح العديد من التساؤلات، فكيف لحكمة بهذه المكانة أن تجد نفسها فجأة خارج التعيين؟ هل هناك اعتبارات إدارية خفية وراء القرار، أم أن الأمر يتجاوز ذلك إلى أسباب أخرى غير معلنة؟

الجواب يجوب حوله كثير من الغموض، لكنه يفتح باب القلق والتأمل حول مستقبل بشرى كربوبي، ومعها مستقبل التحكيم النسائي في المغرب، الذي يبدو أنه يواجه تحديات أكبر مما كان متوقعًا.

وبشرى كربوبي، من مواليد 15 ماي 1987، هي حكمة كرة قدم، مدرجة ضمن قائمة “فيفا” منذ عام 2016 وتدير مباريات كرة قدم دولية.

لعبت بشرى، حتى الآن، في نسختين من كأس أمم إفريقيا للسيدات. في 2018 في غانا،و2022 في المغرب.

وفي 14 ماي 2022، يوما قبل ميلادها الـ24، لعبت كربوبي حكمة رئيسية لنهائي كأس العرش 2022، لتصبح أول حكمة تلعب نهائي مسابقة للرجال في المغرب والعالم العربي.

عملت، أيضا، كحكمة فيديو في كأس العالم للسيدات تحت 20 سنة 2022، في كوستاريكا، وكحكمة في كأس العالم للسيدات تحت 17 سنة 2022 في الهند، حيث أدارت مباراتين في دور المجموعات.

وفي يناير 2023 رُشِّحت لكأس العالم للسيدات 2023 في أستراليا ونيوزيلندا.

وفي يناير 2024 أصبحت كربوبي أول إمراة تدير مباراة حكمًا رئيسيًّا في بطولة كأس أمم إفريقيا 34 عندما حكمّت مباراة نيجريا وغينيا بيساو.

السيرة الذاتية

ولدت عام 1988 في تازة، في الشمال الشرقي من المغرب، وهي الأصغر بين خمسة أشقاء. بدأت لعب كرة القدم، في فئة الناشئين، في فريق صغير. في عام 2001، افتتحت مدرسة تحكيم للرجال والنساء في هذه المدينة.

في عام 2007، أنشأ المغرب بطولة وطنية لكرة القدم النسائية. وأصبحت لديها الفرصة لتصبح حكما وطنيا، غادرت تازة إلى مكناس.

بدأت التحكيم في الدرجتين الأولى والثانية للسيدات المغربيات في سن 19. بعد ما يقرب من 10 سنوات، في عام 2016، صعدت إلى مستوى جديد من خلال أن تصبح حكما دوليا.

في عام 2018، شاركت في تحكيم أول مسابقة قارية، بمباراة في البطولة النهائية لكأس الأمم الإفريقية للسيدات، التي أقيمت في غانا ووضعت زامبيا ضد غينيا الاستوائية.

في عام 2020، كانت أول امرأة تتولى مسؤولية مباراة الدرجة الأولى من البطولة الوطنية الاحترفية للرجال في المغرب.

استطاعت الحكمة المغربية بشرى كربوبي أن تبصم اسمها بمداد من ذهب وهي تقود أول مباراة لها كحكمة رئيسية ضمن كأس إفريقيا في الكوت ديفوار قي 2023.

وقادت مباراة نيجيريا ضد غينيا بيساو، برسم مباريات الدور الأول من نهائيات كأس الأمم الأفريقية 2023 بالكوت ديفوار. وأدارت المباراة كحكمة وسط رئيسية، بمساعدة حكام مغاربة وآخرين من جنسيات مختلفة.

وشكلت المنتمية إلى صفوف الأمن المغربي نقطة ضوء في هذه الكأس القارية، وكانت خير سفير للمرأة المغربية وخير ممثل لها، باعتبارها أول امرأة عربية على مستوى القارة السمراء تقود مباراة رسمية في منافسات قارية.

وقبل ذلك بأيام توجت مفتش الشرطة الممتاز بشرى كربوبي بجائزة محمد بن راشد آل مكتوم للتفوق الرياضي، باعتبارها “أفضل حكم عربي لكرة القدم”، كما نالت تهنئة عبد اللطيف حموشي، المدير العام للأمن الوطني ولمراقبة التراب الوطني.

اختيرت حكمةً لكأس الأمم الإفريقية 2023، أصبحت في تاريخ 22 يناير 2024 أول امرأة من شمال أفريقيا والوطن العربي تتولى مسؤولية مباراة كأس الأمم الإفريقية للرجال من خلال التواجد في صافرة المباراة بين غينيا بيساو ونيجيريا للجولة الثالثة من مرحلة المجموعات.

في عام 2024، فازت المغربية بشرى كربوبي بجائزة حكمة السنة في القارة الإفريقية لعام 2024، خلال حفل توزيع جوائز الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، الذي أقيم في قصر المؤتمرات في مدينة مراكش.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى