
إنجازات المرأة المهندسة: جسر بين الابتكار والاستدامة
زكية سكدالي*
في ظل التحديات الاقتصادية السياسية والبيئية العالمية، برزت إسهامات المرأة المهندسة حينما تحدت القيود الاجتماعية والثقافية لتثبت أن القدرات العلمية والتقنية لا تعرف حدودا جندرية، فمنذ بداية الرحلة، تولت المرأة المهندسة أدوارا حاسمة في مشاريع كبرى وساهمت في تطوير التقنيات الحديثة وهو ما جعلها مكونا أساسيا في مجال البحث والتطوير على المستوى العالمي
وعلى المستوى المحلي، أصبح للمغرب اليوم قصص نجاح ملهمة في مجال الهندسة، إذ أصبحت المرأة جزءًا لا يتجزأ من جهود تطوير البنى التحتية والمشاريع التكنولوجية التي تساهم في التنمية الوطنية.
إن إنجازات المرأة المهندسة ليست نهاية المسار، بل هي بداية لمسيرة مستمرة نحو الابتكار والتغيير من خلال تمكين المرأة من التعليم والبحث العلمي انطلاقا من الاستثمار في البرامج التعليمية والتدريبية المتخصصة التي تُعد ركيزة أساسية لتأهيل المزيد من الكفاءات النسائية التي تسهم في تطوير القطاعات الهندسية. أيضا الأهمية الكبرى لمشاركة المرأة في المشاريع التي تساهم في بناء التنمية الوطنية وخلق الاستدامة.
تتجسد رؤيتنا التقدمية من خلال حزبنا حزب التقدم والاشتراكية في دعم المرأة المهندسة من خلال تبني سياسات شاملة تجمع بين دعم التعليم والبحث العلمي، وتوفير البيئة التشريعية الملائمة للابتكار. إذ يعتبر الاستثمار في قدرات المرأة المهندسة خطوة استراتيجية نحو تحقيق تنمية وطنية متوازنة من خلال تعزيز البرامج التعليمية والتدريبية التي تتيح لها دخول ميادين الهندسة بثقة وإبداع. وتوفير آليات تتيح لها أن تكون شريكًا أساسيًا في صياغة السياسات التي ترتكز على مبادئ العدالة والمساواة.
من الابتكار إلى التغيير الاجتماعي: رسالة أمل للمستقبل
يمتد تأثير المرأة المهندسة إلى ما هو أبعد من الجانب التقني؛ فهي تجسيد للتغيير الاجتماعي الذي ينبثق من مزيج مثالي بين العلم والعمل من أجل خدمة الوطن. ومن خلال مشاركتها في مشروعات البنى التحتية والابتكارات التكنولوجية، تُعيد المرأة تعريف العلاقة بين المواطن والدولة، حيث يتحول المواطن من متلقي سلبي إلى مشارك فاعل في عملية التنمية.
إن هذه الرؤية تُبرز أهمية التكامل بين الإنجازات التقنية والنهج الاشتراكي، في سبيل تحقيق مجتمع متماسك يسوده العدل والتضامن.
تكامل الجهود ورؤية مشتركة نحو مستقبل مشرق.
في هذا اليوم العالمي للمرأة، نحتفي بالمرأة المهندسة التي لم تعد مجرد رمز للتفوق التقني، بل أصبحت أيقونة للتغيير الاجتماعي والسياسي الذي يؤمن بقيم العدالة والمساواة. يمثل دورها في تحقيق التقدم والتحديث جسرًا يربط بين التحديات الواقعية والرؤى المستقبلية، مما يُحفز على تضافر الجهود بين جميع مكونات المجتمع لبناء وطن يرتكز على أسس من التكامل والانسجام.
باسم “قطاع المهندسين” لحزب التقدم والاشتراكية، ندعو إلى مواصلة دعم وتمكين المرأة في كل مجالات الهندسة، سعيًا نحو مستقبل يضمن لكل فرد فرصة المساهمة في بناء مجتمع متقدم، عادل، ومستدام.
*مهندسة وعضو المكتب التنفيذي لقطاع المهندسين لحزب التقدم والاشتراكية