
الفنان المغربي محمد مفتاح: دور بدر بمسلسل صقر قريش الأقرب إلى قلبي
قال الفنان محمد مفتاح إن دوره بمسلسل صقر قريش كان الأقرب لشخصيته مشيرا إلى أن الكاتب وليد سيف استوحى تفاصيل الدور من حركاته وسكناته ما جعله يشعر بارتباط خاص بالدور الذي ترك أثرا بذاكرة المشاهدين.
جاء ذلك خلال حلقة جديدة من برنامج “المقابلة” الذي تبثه “الجزيرة”، حيث تحدث مفتاح في هذا البرنامج، عن رحلته الفنية الطويلة التي امتدت لعقود، والتي بدأت من المسرح المدرسي في الدار البيضاء، مرورا بمشاركته في السينما العالمية ووصولا إلى الدراما التاريخية التي شكلت نقطة تحول في مسيرته.
وكشف مفتاح خلال هذه المقابلة، أن الدور الذي لعبه سليمان في “ربيع قرطبة” كان في الأصل مرشحا له، لكنه حصل بدلا منه على شخصية إبراهيم الحداد، مشيرا إلى أن هذه التجربة عززت علاقته بحاتم علي الذي كان يرى فيه ممثلا قادرا على تقديم شخصيات مركبة.
وبخصوص بدايات التلفزيون في المغرب، وفق المصدر ذاته، أوضح مفتاح أن الأعمال كانت تُبث مباشرة من دون تسجيل، وكان المسرح هو المجال الفني الأساسي آنذاك، أما السينما المغربية، فقد كانت تعاني ضعف الإنتاج، حيث لم يكن ينتج أكثر من فيلم كل عدة سنوات، وهذا دفع العديد من الممثلين للبحث عن فرص خارج البلاد.
وفيما يتعلق بتأثره بالثقافة السينمائية، قال مفتاح إن السينما المصرية لعبت دورا مهما في تشكيل وعيه الفني، حيث تأثر بأعمال مخرجين كبار مثل صلاح أبو سيف ونيازي مصطفى، بينما لم تكن السينما الفرنسية تستهويه كثيرا نظرا لابتعادها عن طبيعة مجتمعه.
و يرى مفتاح، أن الدراما العربية فقدت بعضا من وهجها بعد رحيل حاتم علي، لكنه لا يزال متفائلا بوجود مخرجين يسعون للحفاظ على هذا الإرث.
يشار في هذا الصدد، أن الفنان محمد مفتاح ولد في حي المحمدي بالدار البيضاء، المعروف سابقا باسم “كريان سنترال” ، وأنه نشأ في بيئة متواضعة، حيث كان والده فقيها يعلّم الأطفال القرآن الكريم، بينما فقد والدته في سن الخامسة خلال مظاهرة ضد الاستعمار الفرنسي، وهي الحادثة التي تركت أثرا عميقا في وجدانه.
كما أن مفتاح بدأ اهتمامه بالفن في سن مبكرة عبر المسرح المدرسي، حيث تأثر بالمناهج الدراسية التي كانت تعتمد على الأدب العربي الكلاسيكي، كما استفاد من الأساتذة المصريين الذين قدموا إلى المغرب في الخمسينيات لدعم التعليم العربي بعد الاستقلال.
و انضم مفتاج، إلى فرق المسرح العمالي، حيث تعرف على نخبة من الفنانين المغاربة الذين أسسوا المشهد المسرحي الحديث في البلاد.
غير أن فرصته الكبرى اتت عندما التقى المخرج مصطفى العقاد أثناء مرافقته للفنانين عبد الله وحمدي غيث، فأسند إليه العقاد دور صهيب الرومي في فيلم “الرسالة”، وهو ما فتح أمامه أبواب السينما العالمية.
كما أنه وفي مجال الدراما، كان لمفتاح دور بارز، خاصة من خلال أعماله مع المخرج الراحل حاتم علي، حيث شارك في مسلسلات تاريخية مثل “صلاح الدين الأيوبي” و”ثلاثية الأندلس”، لكن شخصية “بدر” في “صقر قريش” ظلت الأقرب إلى قلبه.