اقتصادالرئسية

اليوم العالمي للأرصاد الجوية: الإنذار المبكر، ضرورة حتمية في مواجهة مخاطر المناخ

الرباط: إعداد شيماء أبرني (ومع)

أضحت موجات الحر الشديد والعواصف المدمرة ودورات الجفاف المتتالية ظواهر متطرفة تنتشر بكثافة وتواتر متزايدين في جميع أنحاء العالم.

وتتفاقم هذه الظواهر الجوية بسبب تغير المناخ، مما يتسبب في أضرار مادية وبشرية هائلة، وإضعاف النظم البيئية، وتعطيل الاقتصادات، علاوة على تفاقم التفاوت وانعدام الأمن الاجتماعي بين الفئات الأكثر هشاشة.

وفي مواجهة هذا التهديد المتزايد، يشكل اليوم العالمي للأرصاد الجوية، الذي يصادف 23 مارس، مناسبة مثالية لتسليط الضوء على الرهانات المرتبطة بتغير المناخ، مع إبراز الدور الأساسي الذي تضطلع به الأرصاد الجوية في التنبؤ وتدبير الكوارث الطبيعية.

ويشكل هذا اليوم العالمي، الذي يتم إحياؤه هذه السنة تحت شعار “معا لسد الفجوة في نظم الإنذار المبكر”، فرصة أيضا لتسليط الضوء على التقدم الكبير الذي أحرزته مصالح الأرصاد الجوية والهيدرولوجية الوطنية في تحسين أنظمة الإنذار المبكر.

وتركز فعالية هذا العام على المبادرة العالمية “الإنذارات المبكرة للجميع”، التي تقودها المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، والتي تهدف إلى تعزيز الإنذار المبكر في أفق2027، وخاصة في البلدان الأكثر تضررا من حالات الطوارئ المرتبطة بالمناخ.

وهكذا، فإن كثافة الظواهر الجوية المتطرفة تتطلب تدبيرا استباقيا للمخاطر الجوية. وبحسب المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، فإن هذه الظواهر أدت إلى وفاة أكثر من مليوني شخص وخسائر اقتصادية تجاوزت 4.3 تريليون دولار بين عامي 1970 و2021.

وإدراكا منه للتحديات التي يفرضها تغير المناخ، اعتمد المغرب منذ فترة طويلة سياسات واستراتيجيات للوقاية من المخاطر، ولا سيما من خلال تحديث البنيات التحتية للأرصاد الجوية وتحسين خدمات التنبؤ والإنذار.

وفي هذا السياق، قامت المديرية العامة للأرصاد الجوية بإحداث شبكة مراقبة فعالة للغاية، بالإضافة إلى اقتناء حاسوب عملاق جديد يسمى “AMTAR”، والذي يقدم توقعات أكثر دقة تتكيف مع احتياجات مختلف القطاعات السوسيو – اقتصادية.

وبفضل زيادة المراقبة واليقظة الجوية، توفر المديرية معلومات وخدمات مناخية أساسية لاتخاذ القرار، وبالتالي مواكبة مختلف الفاعلين في تحسين استراتيجياتهم للتكيف والتخفيف من المخاطر.

علاوة على ذلك، قامت المديرية العامة للأرصاد الجوية بتحديث رؤيتها في أفق 2035، والتي تتمحور حول عدة نقاط استراتيجية، بما في ذلك تعزيز توقع المخاطر ، فضلا عن نشر المعلومات الجوية في الوقت الفعلي بفضل نظام توقع وتنبؤ الطقس والذي يمكن للمستخدمين من الولوج إلى المعلومات عبر منصات مخصصة.

ويشكل البحث والابتكار أيضا رافعتين رئيسيتين لهذه الرؤية، إذ تعمل المديرية العامة للأرصاد الجوية بشكل مستمر على تحسين الدقة المكانية والزمانية لنماذج توقع الطقس الرقمية الخاصة بها، مما يمكنها من تحديد الظواهر المحلية الخطيرة وتوقع الأحداث المتطرفة.

وعلاوة على ذلك، فإن الإدماج التدريجي للذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات يمكن من توقع أكثر دقة للظواهر الجوية المتطرفة، وبالتالي تعزيز فعالية نظام اليقظة الوطني.

أما على المستوى الدولي، فإن المديرية العامة للأرصاد الجوية تواصل الدعوة إلى التعاون مع مختلف الهيئات المختصة، بما في ذلك المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، بهدف تحسين قدرة السكان على الصمود في مواجهة الكوارث الطبيعية وضمان الولوج العادل إلى المعلومات الجوية.

وحيث أن تحديات تغير المناخ لا تعرف حدودا، فإن اليوم العالمي للأرصاد الجوية يمثل فرصة للدعوة إلى زيادة التعاون بين مختلف البلدان لتطوير حلول مشتركة وتقاسم التكنولوجيا وأفضل الممارسات في مجال توقع وتدبير المخاطر المناخية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى