
إعادة تأهيل سينما السلام بأكادير: خطوة نحو إحياء التراث وتعزيز الثقافة الحضرية
تحتل سينما السلام مكانة بارزة في تاريخ مدينة أكادير، وتعتبر واحدة من المعالم التي شهدت العديد من التحولات على مر العقود، ولإعادة إحياء هذه المعلمة الثقافية التي تمثل جزءاً من هوية المدينة، تم تخصيص مبلغ يقدر بحوالي 6 مليون درهم لتنفيذ الشطر الأول من أشغال إعادة تأهيل المبنى القديم والمحيط المحيط به، ومن المنتظر أن تمتد فترة هذا الشطر إلى حوالي أربعة أشهر، حيث تهدف الأشغال إلى إحداث تحول شامل في المنطقة،و يتراوح بين تحسين المظهر الجمالي للسينما وتحويل المساحات الخارجية إلى فضاءات خضراء مفتوحة.
يشمل هذا المشروع إعادة هيكلة الفضاءات الخارجية للسينما لتصبح بيئة مريحة ومناسبة للراحة والتجمعات، مما سيسهم في توفير مساحات تنفس جديدة للمواطنين والزوار على حد سواء،حيث ستصبح هذه الفضاءات المحدثة مكاناً يعكس التناغم بين الحفاظ على الهوية التاريخية للمدينة وبين متطلبات العصر الحديث.
وفي هذا السياق، سيجري ترميم الواجهة الخارجية للمبنى، وهو ما سيساهم في استعادة رونق السينما الذي تميزت به في الماضي.
بعيداً عن الجوانب الجمالية للمشروع، فإن إعادة تأهيل سينما السلام تستهدف تحسين الواجهة العمرانية للموقع بشكل يتماشى مع الطموحات الحضرية لأكادير في السنوات القادمة.
يعكس هذا المشروع رؤية واضحة نحو تحسين البيئة العمرانية في المدينة بما يساهم في رفاهية المواطنين ويدعم إرساء أكادير كمدينة حديثة ومتطورة.
جدير بالذكر أن هذا المشروع لا يقتصر فقط على تجديد المعالم المعمارية، بل يسعى إلى خلق بيئة ثقافية وفنية حيوية. فإلى جانب الجوانب الجمالية، سيشهد المشروع إضافة مكونات جديدة من شأنها أن تحول السينما إلى مركز ثقافي نشط، يقدم مجموعة متنوعة من الأنشطة الثقافية والفنية، وهذه الأنشطة ستكون في خدمة الساكنة المحلية والزوار، مما يسهم في تعزيز الحياة الثقافية في أكادير وجذب المزيد من الفعاليات الفنية والمبدعين من داخل وخارج المدينة.
تجدر الإشارة إلى أن هذا المشروع يأتي في وقت تشهد فيه أكادير رغبة متزايدة في تطوير الفضاءات الثقافية والترفيهية، حيث تمثل هذه المشاريع أحد الأسس التي ستساهم في إرساء بنية تحتية ثقافية تحتضن الأنشطة المتنوعة وتروج للمدينة كوجهة ثقافية متميزة.