
تُشَكل اللحظات الحاسمة في التصفيات المؤهلة لبطولة كأس العالم 2026 مصدرًا كبيرًا للترقب لدى الجمهور المغربي، الذي كان ينتظر بفارغ الصبر إعلان تأهل منتخب أسود الأطلس إلى هذا الحدث الرياضي العالمي بعد أداء شبه مشرف في المباريات السابقة. لكن هذا الحلم يتعثر حاليًا بسبب التطورات الأخيرة التي أثرت على مجموعة المنتخب الوطني في التصفيات، لا سيما تلك المتعلقة بالمنتخب الكونغولي برازافيل.
تتعلق المشكلة الأساسية بتأجيل الحسم في القرار النهائي حول إلغاء نتائج جميع المباريات التي خاضها المنتخب الكونغولي في التصفيات، مما أدى إلى خلق حالة من الجدل الرياضي غير المسبوق في الأوساط الكروية.
وفي هذا السياق، كشفت مصادر داخل الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (الكاف) عن تطورات متعلقة بتعليق عضوية الاتحاد الكونغولي لكرة القدم من قبل الاتحاد الدولي “فيفا”، ويعود هذا الإجراء إلى تدخلات خارجية في إدارة الاتحاد الكونغولي، حيث يفرض “فيفا” شروطًا صارمة لعودة الاتحاد إلى عضويته، تتضمن استعادة مقره وأصوله المالية، بالإضافة إلى ضمان إدارة مستقلة لكرة القدم في الكونغو بعيدًا عن أي تدخل حكومي.
ورغم تأكيدات عديدة من قبل المعنيين في الكاف والفيفا بأن هذا التأجيل لن يؤثر على ترتيب المنتخب المغربي في المجموعة بشكل مباشر، إلا أن حالة من الترقب تسود بين أنصار أسود الأطلس، فإذا تم إلغاء نتائج المنتخب الكونغولي في التصفيات، سيمنح ذلك فرصة كبيرة للمغرب لضمان تأهله المباشر إلى المونديال، لكن هذا الحسم لم يتم بعد، ما يجعل المنتخب المغربي في انتظار قرار حاسم قد يؤثر على مجرى التصفيات.
ولعل أبرز المعطيات التي تزيد من تعقيد الوضع هي نتائج المنتخب الكونغولي في التصفيات، والتي جاءت مخيبة للآمال بشكل غير متوقع، فقد خسر المنتخب الكونغولي أمام زامبيا بنتيجة 4-2، وتعرض لهزيمة قاسية أمام المغرب 6-0، كما انسحب من مباراته أمام النيجر بسبب مشاكل في الملعب.
هذه النتائج السلبية كانت ستزيد من فرص المنتخب المغربي في التأهل لو تم الحسم في مسألة إلغاء المباريات الكونغولية، لكن القرار النهائي من “فيفا” بشأن هذه القضية يبقى عائقًا أمام استقرار الحسابات المؤهلة.
على الرغم من أن المنتخب المغربي قد حقق فوزًا ثمينًا في مباراته الأخيرة ضد تنزانيا بهدفين مقابل صفر، ما جعله يتصدر المجموعة بـ 15 نقطة من 5 مباريات، فإن مصيره في التصفيات ما زال عالقًا في انتظار الحسم النهائي.
أمام المنتخب المغربي ثلاث مباريات أخرى يجب خوضها، بينما يملك منتخبا النيجر وتنزانيا 6 نقاط من 4 مباريات، ما يعني أنه حسابيًا ما زال هناك احتمال نظري لتمكنهما من اللحاق بالمغرب إذا ما حققا انتصارات متتالية في المباريات المقبلة، رغم أن هذا الأمر يبدو شبه مستحيل بالنظر إلى فارق النقاط الحالي.
وفيما يتعلق بالمنتخب التنزاني، فهو يملك نفس رصيد النقاط (6 من 5 مباريات)، مما يجعل السباق نحو التأهل غير محسوم بشكل نهائي، إذ، رغم تفوق أسود الأطلس في هذه اللحظة، يبقى مصيرهم في التصفيات عرضة للتقلبات طالما أن القرار النهائي بشأن الكونغو لم يُتخذ بعد.
في النهاية، تتجه الأنظار نحو الفيفا والكاف لمعرفة القرار الذي سيُتخذ بشأن الاتحاد الكونغولي، حيث إن الحسم في هذا الملف سيحدد مصير تأهل المنتخب المغربي بشكل نهائي، فيما لا يزال الجمهور المغربي ينتظر بفارغ الصبر اللحظة التي يمكنه فيها الاحتفال بتأهل أسود الأطلس إلى كأس العالم 2026، ولكن هذا الحلم لن يصبح واقعًا إلا بعد الحسم في المسألة العالقة المتعلقة بمصير المنتخب الكونغولي.