الرئسيةثقافة وفنونحول العالم

بارتفاع 4 أمتار ونصف..تمثال تونسي تخليداً لأمهات شهداء فلسطين

نصب، الأربعاء الماضي، تمثال "أمّ الشهيد" أمام مفترق مقرّ سفارة فلسطين في تونس، كمبادرة لتخليد ذكرى أمهات الشهداء الفلسطينيين الذين ارتقوا دفاعاً عن أرضهم في وجه الاعتداءات الإسرائيلية، وآخرها العدوان المتواصل على غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي.

أنجز النحات التونسي حسين المقدادي التمثال، بمساعدة الفنان شكري التوجاني، وبدعم من إدارة مسرح الأوبرا في مدينة الثقافة الشاذلي القليبي، التابعة لوزارة الشؤون الثقافية التونسية، ويبلغ ارتفاعه 4 أمتار ونصف متر وعرضه أربعة أمتار.

وصوّر التمثال سيدة فلسطينية بلباس فلسطيني تقليدي، وعلى كتفيها الكوفية الفلسطينية، وهي تفتح يديها مستقبلة خبر استشهاد ابنها.. كذلك، يُظهر يداً أخرى تخرج من تحت الأنقاض، علامةً على أن هذا الشعب لن يموت، وسيستمر رغم ما يتعرض له من عدوان وصل إلى حدّ الإبادة الجماعية.

وأشاد المقدادي بدعم إدارة مسرح الأوبرا للفكرة وتقديمها كلّ التسهيلات الممكنة، بما فيها توفير مادة الريزين المقوى التي أحاطت بالهيكل الحديدي للمجسم، مع اعتماد ألوان العلم والزي التقليدي الفلسطيني.

ولفت إلى أنّه أراد من خلال هذا العمل التطوعي مع زميله شكري التوجاني، “تخليد ذكرى الشهداء الفلسطينيين الذين ارتقوا في أثناء دفاعهم عن أراضيهم أمام الهجمة الصهيونية التي ترتكب ضدهم”، و”كتحية لصمودهم وصمود عائلاتهم أمام عمليات القتل والتهجير التي تمارس عليهم”.

محمد الهادي الجويني المدير العام لدار الاوبرا بمدينة الثقافة أشار إلى أن “هذا المنجز الفني يندرج في إطار التعبير عن تضامن تونس مع الشعب الفلسطيني الشقيق، وهو يخلد نضال وصمود الشعب الفلسطيني، من خلال تمثال لامرأة فلسطينية شابة ترتدي الزي الفلسطيني التقليدي وتحمل في يدها علم فلسطين وهي مرفوعة الرأس كرمز لقوة وعزيمة الشعب الفلسطيني”، لافتاً إلى أنه “صنع من مادة الريزين المقوى بهيكل حديدي من الداخل”، لافتاً إلى أنه “يجسد التضامن الرسمي والشعبي والفني مع الشعب الفلسطيني، وتخليداً لمعاناته وصموده في وجه العدوان الصهيوني على غزة”، وإلى أن “الصمود متجسم في وجود الأم الفلسطينية، أم الشهداء التي أبهرت العالم بصبرها على الظلم الذي تجاوز طاقة تحمل البشر، وهي ترفع عينيها وكفيها تضرعا إلى الله لينصرهم على الظالمين، رافعة الرأس في وقفة عز وشموخ بلباسها التقليدي الغزّي، رغم الدمار والخراب الذي أحدثه العدوان المتجسد اسفل المجسم على شكل حطام ودمار”.

وسبق أنّ خلّدت تونس نضالات الشعب الفلسطيني في تماثيل أخرى، منها الموجود بجانب مدخل حمام الشط في الضاحية الجنوبية للعاصمة التونسية، تخليداً لذكرى شهداء العدوان الإسرائيلي على المنطقة في الأول من تشرين الأول 1985، ما أدى إلى استشهاد عدد كبيرٍ من الفلسطينيين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى