الرئسيةمجتمع

دراسة حديثة: إجبار الفتيات في الوسط القروي المغربي على الزواج لم يعد وسيلة معمولاً بها كما كان في السابق

أظهرت دراسة حديثة عن تحول في ثقافة الزواج في الوسط القروي بالمغرب، ذلك أنه لم يعد إجبار الفتيات على الزواج وسيلة معمولاً بها كما كان في السابق.

وكشفت الدراسة الميدانية، المنشورة بمجلة “الدراسات الإفريقية وحوض النيل”، الصادرة عن المركز الديمقراطي العربي، أن “63 بالمائة من أمهات القاصرات المعنيات بزواج بناتهن تزوجن بدورهن في عمر 15 سنة، و11 بالمائة من هاته الأمهات أصبحن جدات وسنهن لا تتجاوز 34 سنة”.

وحصرت الدراسة الميدانية، التي نُشِرت في عدد شهر مارس 2025، لمجلة الدراسات الإفريقية، على إقليم الرحامنة، حيث سجلت أن 44.5% من الفتيات القرويات القاصرات تزوجن اعتماداً على وسائل التواصل الاجتماعي أو الصدفة أو التعارف.

ومن خلال هذه الدراسة، تبين أن 44.4% من الفتيات القاصرات تزوجن عن طريق العائلة، بينما 16.7% منهن تزوجن عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وهي نفس النسبة للفتيات اللواتي تزوجن من المعارف، بينما 11.1% منهن تزوجن عبر الصدفة أو من خلال الجيران.

ذكرت الدراسة، أن “معظم الفتيات المتزوجات في سن مبكرة فقيرات، وأقل تعليما مثلما هو عليه الحال في عدد من دول العالم، دون نسيان أن زواج القاصر يمكن أن يكون وسيلة لتخفيف العبء المالي عن معظم العائلات”.

كما سجل المصدر ذاته، أن “إقبال الفتيات على الزواج في هذه السن تفسره عوامل مختلفة، في مقدمتها الانقطاع عن التمدرس”.

أشار القائمون على البحث الميداني إلى أن “عدداً كبيراً من القرويات في هذه الأرياف أصبح بإمكانهن اختيار شريك حياتهن بحرية”، معتبرين أن هذا يشكل واقعاً اجتماعياً جديداً إذ “لم يعد إجبار الفتيات على الزواج وسيلة معمولاً بها”.

أظهرت الدراسة، التي أشرف عليها فريق بحثي مكون من فاطمة الزهراء الخلوقي وهدى قصطال إلى جانب إبراهيم حمداوي، أن “الانقطاع عن الدراسة يشكّل بوابة رئيسية لزواج القاصرات”،وأن “77.8 بالمائة من القاصرات اللواتي أقدمن على الزواج لم يتجاوز تعليمهن المستوى الابتدائي”.

اعتبرت الدراسة، أن الخوف من العنوسة من بين العوامل التي تساهم في زواج القاصرات، مما يجعل الزواج المبكر “مشكلة متجذرة في المجتمعات القروية، تحكمها عوامل متعددة”.

أظهرت الدراسة أنه “إذا كان حصول الزواج عبر جسر العائلة أو وساطة الجيران يبدو عاديا ومتعارفا عليه في الثقافة المغربية، فإن الزواج عبر وسائل التواصل الاجتماعي بالنسبة لـ 16.7 بالمائة من الحالات المدروسة بإقليم الرحامنة بات يحمل دلالات كثيرة تظهر من خلالها التحولات العامة في هاته الأرياف، على غرار ما يقع في باقي مناطق المغرب وفي مختلف أنحاء العالم”.

أوضحت الدراسة، أنه“بات بإمكان عدد مهم من القرويات بهاته الأرياف حرية اختيار شريك حياتهن، وهو واقع اجتماعي جديد، إذ لم يعد إجبار الفتيات على الزواج وسيلة معمولاً بها”.

أيضا أكدت، أن “آباء جميع الفتيات القاصرات صرحوا أن بناتهن اخترن الزواج والزوج بإرادتهن ورغبتهن. هذا يعني أن مجموعة من مضامين الموروث الثقافي المرتبط بالزواج من قبيل الحشمة، والحياء، والعيب، والاعتراف بالرغبة في الزواج، والبوح به أمام الآباء والإخوة الذكور قد تراجعت”.

في السياق ذاته، نبهت الدراسة، أن الانقطاع عن العملية التعليمية ليس العامل الوحيد المسبب، بل هناك عوامل أخرى مثل الرغبة في الاستقرار وتكوين أسرة بنسبة 38.8%، بالإضافة إلى الحب والرغبة في تحقيق الحرية بنسبة 16.7% لكل منهما.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى