الرئسيةثقافة وفنون

الرقابة ومسلسل “لام شمسية”.. جدل واسع حول نهاينه “المسيسة”

مع اختتام عرض مسلسل “لام شمسية” في النصف الثاني من شهر رمضان، تفجّرت موجة من الجدل بين المتابعين والنقاد، خاصةً فيما يتعلق بطريقة إنهاء الأحداث، المسلسل، الذي حقق نجاحًا كبيرًا واستقطب اهتمام الجمهور،و الذي لم يكن مجرد دراما ترفيهية، بل كان عملاً جريئًا سلط الضوء على قضية حساسة تتعلق بالتحرش الجنسي بالأطفال، وهو ما منحه ثقلًا دراميًا واجتماعيًا خاصًا.

لكن ما أثار الجدل بشكل أوسع هو تأخر عرض الحلقة الأخيرة عن موعدها المحدد، مما أدى إلى تصاعد التكهنات حول السبب الحقيقي وراء هذا التأخير، وبعدما انتظر الجمهور لبعض الوقت، أصبحت الحلقة متاحة للمشاهدة، إلا أن نهايتها أثارت موجة من التساؤلات، خاصة مع إدراج أغنية “اسلمي يا مصر” ضمن المشهد الختامي، وهو ما اعتبره بعض النقاد غير منسجم مع سياق الأحداث، و”تسييس” غير مبرر.

هذا الاختيار دفع بعض المتابعين، وعلى رأسهم الناقد الفني طارق الشناوي، إلى الاعتقاد بأن صُنّاع المسلسل خضعوا لضغوط رقابية أجبرتهم على تضمين الأغنية، رغم أنها لا تحمل دلالة درامية واضحة في سياق القصة، الشناوي وغيره من النقاد رأوا أن “لام شمسية” كان يتمتع بجرأة في تناول موضوعاته، ولذلك فإن إنهاءه بهذا الشكل بدا وكأنه خروج عن السياق الأصلي للرؤية الفنية للعمل.

وسط تصاعد هذه الشكوك، تدخل الكاتب عبد الرحيم كمال، رئيس جهاز الرقابة على المصنفات الفنية في مصر، لنفي هذه الادعاءات بشكل قاطع، عبر حسابه الرسمي على “فيسبوك”، وصف كمال ما يثار حول تدخل الرقابة بأنه مجرد “شائعة سخيفة”، قبل أن يعيد تعديل تصريحه بحذف كلمة “سخيفة”، مشددًا على أن نهاية المسلسل كانت قرارًا خالصًا لصنّاعه دون أي تدخل من الرقابة. وكتب: “سرت شائعة بخصوص نهاية مسلسل لام شمسية أن الرقابة فرضت أغنية اسلمي يا مصر.. وهو أمر عارٍ تمامًا من الصحة.. والنهاية وضعها صُنّاع العمل ولا علاقة للرقابة بذلك الأمر من قريب أو بعيد.. لذا يجب تحري الدقة.. تحياتي”.

هذا التأكيد لم يكن وحيدًا، بل دعمه المنتج الفني للمسلسل أحمد فرغلي، الذي علّق على المنشور ذاته مؤكدًا أن اختيار الأغنية جاء بقرار فني بحت من قبل المخرج كريم الشناوي، دون أي ضغوط أو توجيهات من أي جهة رقابية.

ورغم هذه التوضيحات، ظل الجدل قائمًا بين الجمهور والنقاد، خاصة أن فكرة تدخل الرقابة في الأعمال الفنية تُعد قضية قديمة ومتجددة في المشهد الفني المصري، حيث يرى البعض أنها قد تؤثر على حرية الإبداع، فيما يعتبر آخرون أن لها دورًا ضروريًا في الحفاظ على القيم المجتمعية.

تبقى النهاية التي اختارها صنّاع “لام شمسية” محل نقاش، بين من يراها قرارًا فنيًا بحتًا، ومن يعتقد أنها تحمل في طياتها دلالات على ضغوط خارجية، في ظل واقع رقابي دائم التفاعل مع الإنتاج الدرامي المصري.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى