
في إطار البرنامج الوطني لبناء وإعادة تأهيل المركبات الرياضية الكبرى التي ستحتضن مباريات كأس إفريقيا للأمم 2025 ومباريات كأس العالم لكرة القدم سنة 2030، تم تكليف الوكالة الوطنية للتجهيزات العامة بمهمة الإشراف المنتدب لإنجاز المشاريع المندرجة ضمن هذا البرنامج.
وتتمثل هذه المهمة في بناء ملعب الحسن الثاني لكرة القدم ببنسليمان، المصمم لاستيعاب 115 ألف متفرجًا، إضافة إلى إعادة بناء المركب الرياضي الأمير مولاي عبد الله بالرباط وكذا توسيع وإعادة تأهيل الملعب الكبير بطنجة وفقا لمعايير دفتر تحملات الاتحاد الدولي لكرة القدم “الفيفا”. ومن جهة أخرى تسهر الوكالة على إعادة تأهيل الملاعب الكبرى بكل من فاس ومراكش وأكادير لكي تستجيب في مرحلة أولى لمعاير الاتحاد الإفريقي لكرة القدم ” الكاف” وفي مرحلة ثانية لمعاير “الفيفا” استعدادا لاحتضان مباريات كأس العالم لسنة 2030. إضافة إلى ذلك، تسهر الوكالة على أشغال إعادة بناء ملعبي البريد والأمير مولاي الحسن بالرباط.
موازاة مع ذلك، ونظرا للخبرة التي راكمتها الوكالة الوطنية للتجهيزات العامة في مجال بناء وصيانة المركبات الرياضية، تم اللجوء إلى الوكالة من طرف الساهرين على الشأن الرياضي والكروي ببلادنا لتتبع أشغال إعادة تأهيل ملعب محمد الخامس بالدار البيضاء ليستجيب هو الآخر لمعايير الكاف من أجل احتضان مباريات كأس إفريقيا للأمم المزمع انطلاقها شهر دجنبر 2025 من جهة، ومباريات الدوري الوطني لكرة القدم من جهة أخرى وبالأخص المباراة التي جرت يوم السبت 12 أبريل 2025 بين فريقي الوداد البيضاوي والرجاء البيضاوي.
وتجدر الإشارة إلى أن أشغال إعادة تأهيل ملعب محمد الخامس بالدار البيضاء تهدف إلى تهيئة شاملة لجميع مرافق الملعب من خلال إنجاز إصلاحات عميقة وجذرية تهم مجموعة من الحصص التقنية المتنوعة والتي تمت في زمن قياسي لم يتعدى السنة.
ولرفع هذا التحدي، قامت الوكالة بتعبئة كل الوسائل اللوجستية والبشرية الضرورية وتجنيد فريق تقني مؤهل لاستكمال هذه الأشغال داخل الآجال المحددة وبالجودة المتوخاة.
ونظرا للأهمية الرمزية والتاريخية التي يكتسيها هذا الملعب على الصعيد الوطني، عرفت أشغال التهيئة مواكبة خاصة من طرف ولاية الدار البيضاء- السطات والجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، والتي تمثلت في مجموعة من الزيارات الميدانية نذكر منها بالخصوص الزيارة الميدانية لوفد “الكاف” بتاريخ 08 أبريل 2025 والتي تم خلالها التنويه والثناء على المجهودات الجبارة للوكالة من أجل تسليم هذا المشروع في الآجال المحددة.
وللتذكير، تعتبر الوكالة الوطنية للتجهيزات العامة، منذ إحداثها سنة 2019 كمؤسسة عمومية تحت وصاية وزارة التجهيز والماء، امتدادا لمديرية التجهيزات العامة وتتويجا للجهود التي بذلت، لأكثر من أربعة عقود في خدمة أصحاب المشاريع العموميين وفي تطوير مهمة الإشراف المنتدب لتدبير المشاريع إضافة إلى النهوض بقطاع البناء والاشغال العمومية عبر المساهمة في تقنين وتعيير هذا القطاع.
فقد ساهمت، في هذا الصدد، ولا زالت تساهم في دعم التطور الاقتصادي والاجتماعي والعمراني لبلادنا من خلال إنجاز بنايات ومنشآت عمومية تتوفر على كافة شروط السلامة والاستدامة وذات جودة عالية وبتكاليف مضبوطة. وتحظى اليوم الوكالة الوطنية للتجهيزات العامة بثقة العديد من أصحاب المشاريع العموميين من قطاعات وزارية وجماعات ترابية ومؤسسات عمومية وكذا بعض الجمعيات ذات المنفعة العامة من أجل تنفيذ مشاريع بناء المنشآت العمومية لحسابهم عن طريق مهمة الإشراف المنتدب.
وقد أبانت الوكالة على مر السنين على كفاءة وحرفية عاليتين، تشهد عليهما العديد من البنايات والمنشآت العمومية التي سهرت على إنجازها، إذ أصبحت اليوم فاعلا مهنيا وتقنيا أساسيا على المستوى الوطني في مجال تخصصها نظرًا لجودة وتنوع وتعقيد المشاريع المنجزة.
وفي هذا الإطار تشرف الوكالة على إنجاز عدة مشاريع كبرى ذات طابع استراتيجي في كل ربوع المملكة من بينها مراكز استشفائية جامعية، مركبات رياضية كبرى، مؤسسات جامعية ومدارس عليا، مطارات، مركبات ثقافية، بنايات إدارية ومؤسساتية… وبالإضافة إلى هذا، تسهر الوكالة على إنجاز وتأهيل عدة منشئات ذات طابع اجتماعي وتربوي نذكر من بينها برنامج بناء وإعادة تأهيل أزيد من 1400 مركز صحي واستشفائي أولي، وكذا برنامج بناء وإعادة تأهيل مؤسسات التربية والتعليم والتكوين.
ولا بد هنا من الإشارة إلى أن الوكالة تعتبر اليوم مرجعا وطنيا في مجال التجهيزات العامة وآلية للدولة من أجل المساهمة في بناء مغرب الغد وذلك بفضل تمثيليتها الترابية الواسعة التي تغطي جميع أنحاء المملكة، وبفضل كفاءة مواردها البشرية المتعددة التخصصات من مهندسين ومهندسين معماريين ومتصرفين وتقنيين وعلى رأسهم زينب بنموسى التي يعتبر تجديد تعيينها مؤخرا كمديرة عامة للوكالة، اعترافا بمجهوداتها وتفانيها في إنجاز المهام المنوطة بها.