الرئسيةسياسة

الأشعري: موضوع اللغة لم يأخذ حيزا مهما في التفكير في تجربة اليسار لأسباب تاريخية

اعتبر محمد الأشعري، أن موضوع اللغة لم يأخذ حيزا مهما من التفكير في تجربة اليسار المغربي، لأسباب تاريخية، ولكن أيضا لنوع من الاعتبار أن الأهم ليس اللغة في حد ذاتها، ولكن المضامين الذي نتناولها في اللغة.

جاء ذلك، خلال مشاركته في الجلسة الافتتاحية للجامعة الربيعية “لحزب فدرالية اليسار الديمقراطي”، المنظمة أمس الجمعة، والتي ستغطي ثلاثة أيام بالجديدة، حيث أكد، أن تجربة المغرب اليوم، أتبثتت أن إهمال موضوع اللغة، كانت له نتائج وخيمة، ليس فقط على المستوى التعليمي والتواصلي، ولكن أيضا على المستوى الثقافي وبناء الهوية الوطنية، وأيضا على مستوى بناء الدولة الحديثة، كما يشير إلى ذلك عنوان هذا اللقاء,

وأضاف الأشعري في السياق ذاته، أنه لأسباب تاريخية أهملنا موضوع اللغة، إذ أن الحركة الوطنية، أدمجت هذه القضية مع الدين، فلكي نشكل إطار وطنيا لمقاومة الاستعمار الفرنسي انتصرت هذه الحركة لادماج اللغة العربية والدين في كتلة واحدة، الشيء الذي أصبغ على هذه اللغة مكانة استثنائية مكانة مقدس مرتبط بالدين، معتبرا أنه لازلنا لليوم  نعيش نتائج هذا الخلط.

وتابع الأشعري، أن الحركة الوطنية، ساهمت بشكل واسع في إثارة الانتباه لضرورة الاهتمام باللغة العربية، فأنشأت المدارس الحرة، والمجلات والجمعيات المهتمة باللغة العربية، وكانت لها حركات ثقافية مهمة امتدت حتى السنوات الأولى للاستقلال، من خلال ما لعبته الجرائد الوطنية المنتمية للاحزاب الوطنية من دور في بناء الثقافة الوطنية الحديثة، وهذا كله يمكن أن نحسبه  ضمن الإيجابيات المترتبة عن اختيار الحركة الوطنية.

غير أنه يستدرك المتحدث ذاته، لا يمكن أن ننسى أن الحركة الوطنية في ارتباطها باللغة العربية بنفسها الديني، ظلت مرتبطة بالنفس الشرقي، وأهملت إلى حد كبير التعدد اللغوي في المغرب، من خلال مكانة الأمازيغية مثلا، ومن خلال إعادة الاعتبار للعامية التي اعتبرت دائما لغة سفلى، قياسا للغة الصافية لغة القران الكريم، التي هي اللغة العليا.

لذلك يضيف الأشعري في المداخلة ذاتها وفي معرض حديثه عن الملاحظة الثانية في الموضوع، أنه و اثناء سنوات الاستقلال، ستتلخص القضايا المرتبطة باللغة في نوع من التيارات المطلبية، بحيث أننا اشتغلنا على اللغة ليس باعتبارها لغة، بل وباعتبارها إيديولوجيا، و باعتبارها مطالب سياسية، أو ثقافية، فمثلا كانت دائما حركات للدفاع عن اللغة العربية في مقابل اللغة الأجنبية، وكانت دائما حركات مطلبية تدعو لإحلال الامازيغية كلغة مكانة تستحقها في الخريطة اللغوية، كان دائما من يعتبر إعادة الاعتبار للدارجة من خلال التعبيرات المباشرة وغيرها، مسألة ضرورية وأساسية.

في السياق ذاته، اعتبر الاشعري أنه بقينا لسنوات بل وعقود سجيني النظرة المطلبية بخصوص اللغة، ولم نشتغل على اللغة حتى في المجال الذي يستعملها بامتياز وهو المجال التعليمي، حيث ظلت هامشية بهذا المعنى، وكان وراء القرارات التي اتخذت من تعريب وتراجع عنه والعودة عنه خلفية سياسية، ولم تكن نتائج مختبرات تدرس اللغة في حد ذاتها، ما ترتب عنه وضعنا في وضع سماه المتحدث نفسه، بوضع الهجانة اللغوية.

وأضاف الأشعري، أنه نحن كثيرا ما نردد مفاهيم من قبيل دور اللغة في تكوين الهوية، ودورها في بناء الدولة، غير أنه في الواقع عندما ندقق في علاقة اللغة بهذه القضايا نجد أنها هامشية جدا، لان الاتجاه العام سليم في الدفاع عن التعددية، غير أنها تعددية بدون اعتبار أنه داخل هذا التعدد، يجب أن تكون نوعا من الصدارة للغات الوطنية، أي أنها ضمن التعدد وليست بينية عليا تحكم هذا التعدد، لذلك هناك نوع من السهولة في اعتبار اللغة العربية جزء من هذا التعدد، والأمازيغية جزء من هذا التعدد، ولكن في مناخ لغوي أوسع متعدد قد يجعل حتى اللغات الأجنبية جزءا منه، شيء غريب الا أنه موجود.

إن استمرار التعامل الإيديولوجي والسياسي مع اللغة يؤكد الأشعري، يؤخر المغرب كثيرا في إيجاد حلول حقيقية لقضايا اللغة، ولهذا نعتبر اليوم أننا مدعون للعودة إلى العقلانية في معالجة القضايا اللغوية، في هذا الإطار أورد الاشعري بعض الامثلة منها، أنه ومنذ الاستقلال ونحن نتحدث عن الصعوبات التي نجدها في تعلم اللغة العربية في كل أسلاك التعليم، بحيث أن الطفل الذي يبدأ في تعلم هذه اللغة، بعد سنوات سيكون قليل التعلم، بينما قد يكون قطع أشواطا مهمة في تعلم اللغة الأجنبية، ولذلك هناك الكثير من الأصوات التي طالبت بإصلاح اللغة العربية، في الإملاء والنحو والرسم، وإيجاد حلول ناجعة لتعلمها تضمن تعلما أجود وأسرع.

اقرأ أيضا….

انطلاق الجامعة الربيعية لفيدرالية اليسار وسؤال إعادة التفكير في الديمقراطية…

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى