
سباق سينمائي مشتعل بين أفلام الرعب والتكنولوجيا والروحانية
شهدت عطلة عيد الفصح في أميركا الشمالية تنافساً سينمائياً حاداً على صدارة شباك التذاكر، في ظل حضور قوي لأعمال تنتمي إلى أنواع مختلفة من السينما تتراوح بين الرعب والفانتازيا والتحقيقات التاريخية والدراما الحربية، وقد برز فيلم “سينرز” (Sinners) في هذا السياق باعتباره العنوان الأبرز لهذا الأسبوع، بعدما نجح في انتزاع المركز الأول محققاً إيرادات ضخمة بلغت 46.5 مليون دولار، وفقاً لتقديرات شركة “إكزبيتر ريليشنز” المتخصصة في متابعة أداء الأفلام.
يحمل الفيلم توقيع المخرج راين كوغلر الذي شارك في كتابة وإخراج أفلام مثل فيلم Creed (2015)، وهو فيلم فرعي من سلسلة أفلام روكي، وفيلم ‘النمر الأسود (2018) من مارفل، والذي حطم العديد من الأرقام القياسية في شباك التذاكر وأصبح الفيلم الأكثر ربحاً على الإطلاق لمخرج أمريكي من أصل أفريقي، ليعود لآن بقوة للمشاركة في كتابة و إنتاج وإخراج فيلم الرعب الخارق للطبيعة “الخطاة، سينرز”(2025) الذي استطاع جذب الأنظار ليس فقط بسبب قصته المشوقة بل أيضاً لأداء أبطاله المتميز، وعلى رأسهم مايكل ب. جوردان الذي يتقمص دور توأمين يعودان إلى الجنوب الأميركي عقب نهاية الحرب العالمية الأولى، ليواجها قوى شريرة وغامضة في أجواء مشبعة بالإثارة والتشويق.
هذا وقد وصفت مجلة “هوليوود ريبورتر” العمل بأنه تلقى إشادات نقدية تكاد تكون “شبه مثالية”، ما يعزز فرصه في البقاء ضمن قائمة الأكثر مشاهدة خلال الأسابيع المقبلة، يشاركه في التمثيل هايلي ستاينفيلد وديلروي ليندو، ما يضيف مزيداً من الجاذبية لأداء طاقم العمل.
في المقابل، حافظ فيلم “ماينكرافت” (Minecraft) على زخمه الجماهيري، محتلاً المركز الثاني بإيرادات وصلت إلى 41.3 مليون دولار في ثالث عطلة نهاية أسبوع له، و يعد الفيلم، الذي تنتجه شركة “وارنر براذرز”، أحد أكثر الأعمال السينمائية المنتظرة لهذا العام كونه مستوحى من لعبة الفيديو الشهيرة التي تتمتع بشعبية عالمية ضخمة، ومع وصول إيراداته داخل أميركا الشمالية إلى 344.6 مليون دولار، واقترابه من حاجز 721 مليون دولار عالمياً، تبدو مسألة تجاوزه لحاجز المليار مسألة وقت ليس إلا، مما يكرس مكانته كظاهرة فنية وتقنية تتجاوز حدود الشاشة.
أما المركز الثالث فكان من نصيب فيلم “ذي كينغ أوف كينغ” (The King of Kings)، وهو عمل تحريكي يسلّط الضوء على السيرة الروحية للمسيح عليه السلام، وجمع 17.3 مليون دولار خلال أسبوعه الثاني في القاعات السينمائية. يحمل الفيلم توقيع شركة “آينجل ستوديوز” ويشهد مشاركة أسماء لامعة مثل كينيث براناه، بيرس بروسنان، وأوما ثورمان، ما يمنحه بعداً درامياً وروحياً يتجاوز الطابع الديني المباشر ليحاكي جمهوراً واسعاً يبحث عن سينما ذات بعد إنساني عميق.
في المركز الرابع نجد فيلم “ذي أماتور” (The Amateur)، من إنتاج مشترك بين “ديزني” و”توينتيث سينتشري”، ينتمي الفيلم إلى صنف الإثارة والجاسوسية، حيث يقدم رامي مالك أداءً درامياً قوياً في دور عميل سري تابع لوكالة الاستخبارات الأميركية يسعى للانتقام من قتلة زوجته، بإيرادات بلغت 7.2 ملايين دولار، يبدو أن الفيلم وجد لنفسه مكاناً بين الإنتاجات التي تراهن على التشويق دون الاستعانة بتأثيرات بصرية ضخمة.
وفي المرتبة الخامسة حل فيلم “وورفير” (Warfare)، وهو عمل حربي من توقيع المخرج أليكس غارلاند، يتناول تجربة مجموعة من الجنود الأميركيين خلال غزو العراق سنة 2006، ورغم أن الإيرادات لم تتجاوز 4.9 ملايين دولار، إلا أن الفيلم يثير النقاش حول المعالجة السينمائية للمواضيع السياسية والعسكرية الحساسة، خاصة في سياق التحولات الجيوسياسية الراهنة.
تتواصل القائمة بأعمال أخرى تراوحت بين التجارب السينمائية الفريدة والتوجهات الجماهيرية الخفيفة، من ضمنها “دروب غايم”، و”كولورفل ستايدج! ذي موفي”، و”برايد أند بريدجدس”، وفيلم “ذي تشوزن”، فيما اختتم فيلم “سنو وايت” القائمة بإيرادات متواضعة لم تتجاوز 1.2 مليون دولار.
هذا التنوع في العروض يؤكد أن السوق السينمائي الأميركي لا يزال يحتفظ بجاذبيته كفضاء يتعايش فيه الرعب مع الخيال والتاريخ مع التكنولوجيا، حيث تتنافس الاستوديوهات الكبرى على جذب المشاهد وسط تحولات متسارعة في أذواق الجمهور وانتظاراته.