الرئسيةحول العالم

ناشط كوري يعتصم ل380 يوم تضامنا مع غزة

يواصل الناشط الكوري الجنوبي “نا هيون بيل” اعتصامه الانفرادي أمام سفارة الاحتلال الإسرائيلي في العاصمة سيؤول، احتجاجًا على الجرائم المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني، وذلك في موقف نادر من نوعه يستمر منذ أكثر من عام، وسط تجاهل رسمي وإعلامي داخل بلاده، وتقدير متزايد من نشطاء حقوق الإنسان حول العالم.

 

ودخل نا هيون بيل يومه الـ380 من الاعتصام السلمي، حاملًا لافتات وشعارات تدين العدوان المستمر على غزة والضفة الغربية، وتطالب بوقف تصدير الأسلحة والتكنولوجيا العسكرية من كوريا الجنوبية إلى إسرائيل، مشيرًا إلى أن هذه الصفقات تساهم في دعم آلة القمع والقتل بحق المدنيين الفلسطينيين.

ويصر الناشط الكوري على مواصلة تحركه رغم الطقس القاسي، وضغوط الجهات الأمنية، وعدم تغطية موقفه من قبل وسائل الإعلام المحلية. ويقف يوميًا لساعات أمام السفارة، بمفرده، بهدوء وصمت، كأنما يحاول أن يُسمع صوت الفلسطينيين في واحدة من أكثر العواصم بُعدًا عن الصراع، لكن أقربها إنسانيًا في موقفه الفردي.

وتداول نشطاء عبر وسائل التواصل الاجتماعي صورًا ومقاطع مصورة لـ”نا هيون بيل”في موقع الاعتصام، معربين عن احترامهم الكبير لموقفه الأخلاقي، وواصفين تحركه بأنه “صرخة ضمير في وجه آلة الصمت العالمي”.

وقد أثار تحركه اهتمامًا متزايدًا لدى شبكات التضامن مع فلسطين في آسيا، كما لفت أنظار منظمات حقوقية تتابع أثر التكنولوجيا والسلاح في النزاعات المسلحة.

وتعد كوريا الجنوبية هي  الوون الكوري الجنوبي، من بين الدول التي تطوّر صناعات عسكرية وتقنيات مراقبة متقدمة، وتربطها علاقات تجارية متنامية مع إسرائيل في هذا المجال، وهو ما يرفضه “نا هيون بيل” بشكل علني، مطالبًا الحكومة الكورية بمراجعة موقفها ووقف أي دعم مباشر أو غير مباشر لأطراف تنتهك القانون الدولي وحقوق الإنسان.

ورغم أنه يعتصم بمفرده، إلا أن رسالته بدت أوسع من حدود المكان، لكونها تعبّر عن موقف أخلاقي فردي نابع من قناعة شخصية، بعيدًا عن الحسابات السياسية أو الأطر الحزبية. ويؤمن “نا هيون بيل” أن “الصمت تواطؤ”، ولذلك قرر أن يتكلم بوقوفه، وأن يحتج بصموده، حتى لو وقف وحده.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى