
تم تعيين حورية بلصيق، التي اشتهرت بكونها واحدة من أبرز النساء في سلك السلطة المحلية خلال جائحة كورونا، كرئيسة للدائرة الحضرية مرس الخير الحي الحسني، في إطار الحركة الانتقالية الأخيرة التي أعلنتها وزارة الداخلية.
وقد انتقلت بلصيق من مدينة آسفي إلى مدينة الدار البيضاء لتتولى مهامها الجديدة، وسط ترقب من الفاعلين المحليين بالنظر إلى سجلها المهني الحافل بالانضباط والحضور الميداني.
حورية بلصيق، التي شغلت سابقًا منصب باشا مدينة أصيلة، كانت قد لفتت الانتباه خلال فترات الحجر الصحي عام 2020، حين كانت تجوب الأحياء بنفسها، مطالبة المواطنين بالالتزام بإجراءات الطوارئ الصحية، وتردد عبارتها الشهيرة: “أدخل لدارك وانت تكركر!”، وهي العبارة التي تحولت لاحقًا إلى مادة للتداول على وسائل التواصل الاجتماعي، وشكلت عنوانًا لصورة المرأة القوية في الميدان، التي لا تكتفي بالمكاتب، بل تنزل إلى الشارع وتواجه التحديات عن قرب.
تميزت بلصيق بأسلوبها الصارم والعملي، حيث كانت حريصة على تنفيذ التعليمات الصحية بحزم، مع حفاظها على تواصل مباشر وإنساني مع السكان. وقد أكسبها ذلك احترامًا واسعًا داخل الأوساط الشعبية، وتقديرًا من زملائها في الإدارة الترابية، لتصبح رمزًا للمرأة المسؤولة الحازمة خلال واحدة من أصعب الفترات التي عرفها المغرب الحديث.
وينتظر أن تواصل بلصيق هذا النهج في مقاطعة الحي الحسني، التي تعد من أكبر وأهم المناطق الحضرية في العاصمة الاقتصادية، وتواجه تحديات متنوعة تتعلق بالتوسع العمراني، وضبط التوازن بين التنمية المحلية وتدبير المجال.
ورغم أن منصبها الجديد لا يرتقي إلى درجة “عامل” كما تداولت بعض صفحات التواصل، فإن انتقالها إلى الحي الحسني يشكل خطوة نوعية في مسارها المهني، ويعكس ثقة الوزارة في كفاءتها وانضباطها الإداري، خاصة في السياقات التي تتطلب حضورًا ميدانيًا فعالًا وإدارة حازمة للشأن المحلي.
وفي تعليق لأحد الفاعلين المحليين بالمنطقة، قال عبد الله م.، فاعل جمعوي من الحي الحسني: “نحتاج لمسؤولين من طينة السيدة بلصيق، ممن يُحسنون الإنصات والتدخل الميداني فالحي الحسني يستحق كفاءات حقيقية، ونأمل أن يكون هذا التعيين دفعة قوية نحو مزيد من الانضباط في التدبير اليومي.”
ولا شك أن حضور المرأة في مواقع القرار الإداري لا يضيف فقط إلى صورة الإدارة المواطنة، بل يعكس تحول إيجابي في بنية السلطة المحلية بالمغرب، حيث باتت الكفاءة والعمل الميداني معيارا حقيقيا للثقة والمهام.