
جرى ذلك في أحد أحياء مدينة آسفي جهة مراكش يوم الثلاثاء 13 ماي الجاري ، وأمام محل لبيع الدجاج، حيث لمح الشاب الطفلة تبكي وهي تمشي مرغمة خلف امرأة لا تنتمي للحي، شيء ما في الموقف لم يمرّ مرور الكرام، وهو الذي يعرف ملامح الطفلة جيدًا، كما يعرف والديها الذين يترددون على محله باستمرار. ارتاب في الأمر، فاقترب وسأل الطفلة مباشرة: “مالك؟ وشكون هادي؟”
جاء الرد منكسِرًا ومحمّلًا بالخوف: “راها جراتني وغاديا بيا..”
كانت تلك اللحظة حاسمة، لم يتردد الشاب، وصرخ مستنجدًا بسكان الحي، الذين هرعوا بدورهم وأحاطوا بالسيدة إلى حين وصول عناصر الأمن، الذين اعتقلوها فورًا وفتحوا تحقيقًا في الواقعة.
تنهّدت آسفي يومها الصعداء، ورفعت القبعة لشاب لم يتجاهل دمعة، ولا صمتًا خائفًا، وأنقذ طفلة من مصير مجهول ربما كانت ستُساق إليه.
قصة ليست فقط عن محاولة اختطاف، بل عن شجاعة، ويقظة، وإنسانية، وعن أهمية أن نكون جميعًا عيونًا تسهر على أمان أطفالنا.