
الشقيقان طرزان وعرب ناصر يصنعان الحدث في “كان”
قال المخرجان الفلسطينيان التوءمان عرب وطرزان ناصر بأن قرار إدراج فيلم تدور أحداثه في غزة ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي يأتي في وقت بالغ الأهمية بالنسبة للقطاع.
واضاف عرب ناصر، في حديث لوكالة رويترز، اول أمس الثلاثاء، قائلاً: “هناك حاجة إلى إعطاء منبر لصوت فلسطين، والقصة الفلسطينية، وقصة غزة، في مهرجان دولي مثل مهرجان كان السينمائي مع جمهور واسع من جميع أنحاء العالم”.
جدير بالذكر، أن فيلم الأخوين “كان يا ما كان في غزة”، الذي ينافس ضمن مسابقة “نظرة ما” (Un Certain Regard)، عُرض في المهرجان بجنوب فرنسا الاثنين الماضي. وتشمل أعمالهما السابقة فيلم “كوندوم ليد”، أول فيلم فلسطيني قصير على الإطلاق ينافس في مهرجان كان السينمائي عام 2013، إلى جانب فيلمهما الطويل الأول “ديغراديه” عام 2015، وفيلم “غزة مونامور” عام 2020.
تعود بدايات السينما الفلسطينية إلى ثلاثينات القرن العشرين. وقد كانت البدايات مبادرات فردية لبعض الأشخاص الذين اقتنوا معدات سينمائية وقاموا بتصوير أفلام.
ويتناول “كان ياما كان في غزة” الذي عُرض في قسم “نظرة ما” ضمن المهرجان قصة الصديقين يحيى وأسامة ومحاولتهما كسب بعض المال الإضافي عن طريق بيع سندويتشات الفلافل المحشوة بمخدرات.
وباستخدام مفرمة لحم يدوية لا تعتمد على التيار الكهربائي الذي يندر تَوافُره، يخلط الطالب يحيى الفول والأعشاب الطازجة لصنع أقراص الفلافل في الجزء الخلفي من مطعم أسامة المتهالك والصغير، لكنه يحلم بالتمكن من مغادرة الشريط الساحلي.
أما أسامة، صاحب الشخصية الجذابة، فيجول على الصيدليات الواحدة تلو الأخرى لجمع أكبر عدد ممكن من الحبوب باستخدام وصفات طبية مسروقة، ويلاحقه شرطي فاسد.
وفرضت إسرائيل الحصار على غزة للمرة الأولى في يونيو 2006 بعد أسر أحد جنودها، ثم شددته في أيلول 2007 بعد أشهر من سيطرة حماس على السلطة.
وقال طرزان ناصر: “الحصار بدأ يضيق تدريجياً إلى أن وصلنا إلى الإبادة الأخيرة”.
وأضاف: “إلى اليوم لا يزالون يعدّون السعرات الحرارية في الطعام الذي يدخل غزة”.
وأفادت منظمة إسرائيلية غير حكومية بأن وثائق أظهرت أن السلطات الإسرائيلية اعتبرت العام 2012 أن 2279 سعرة حرارية للشخص الواحد في اليوم تُعد كافية للحؤول دون سوء التغذية في غزة.
لكنّ وزارة الدفاع الإسرائيلية أكدت أنها لم تعتمد يوماً “احتساب السعرات الحرارية” للسماح بدخول المساعدات.
ولاحظ المخرجان الشقيقان أن الغزّيين أظهروا دائماً حبهم للحياة وقدرة خارقة على الاستمرار.
وأشار طرزان إلى أن والده “لا يزال إلى هذه اللحظة في شمال غزة”، موضحاً أن منزلَي الأسرة دُمَرا.
وأضاف: “في كل مرة يؤدي سقوط صاروخ إلى هدم حائط أو تحطيم نافذة، يسارع أبي إلى تصليحه في اليوم التالي”.
وشرح أن “آخر” ما يريد أن يتناوله في أفلامه هو “إسرائيل وما تفعله”.
وأضاف: “الإنسان الذي يعيش هناك هو المهم بالنسبة لي. كيف هو؟ مَن هو؟ كيف يعيش؟ كيف يتأقلم مع هذا الواقع البالغ الصعوبة”.
في فيلمهما السابق “غزة مونامور”، تناول الشقيقان قصة صياد ستيني معجب بجارته في السوق، وفي “ديغراديه” العام 2015، صوّر النساء المحاصرات في صالون تصفيف الشعر .
وكما “كان ياما كان في غزة”، صُوِّرت كل أفلامهما السابقة في الأردن.
وفي “كان ياما كان في غزة”، يتم تجنيد يحيى ليكون بطل فيلم دعائي لحماس، في ظل استمرار الحصار.
وفي أحد المشاهد، قال المُنتج: في غزة، “ليست لدينا مؤثرات خاصة، ولكن لدينا رصاصات حيّة”.
وقال عرب ناصر إنه قبل وقت طويل من أن تصبح مياه الصنبور في غزة مالحة ويثير الرئيس الأميركي دونالد ترامب الجدل بإعلانه رغبته في تحويلها إلى “ريفييرا الشرق الأوسط”، كان هذا الشريط الساحلي ينعم بشاطئه.
وأضاف: “أتذكر غزة عندما كنت صغيراً. غزة كانت ريفييرا بالفعل. كانت أجمل مكان. وطعم مياهها الحلوة لا يزال إلى اليوم على لساني”.
وتابع قائلاً: “اليوم ترامب توصّلَ إلى اختراع عظيم، ويريد أن يجعل غزة ريفييرا بعدما دمرتها إسرائيل على مدى سنوات”.