الرئسيةرأي/ كرونيكسياسة

الكرة في ملعب السياسة: بطولة بنكهة انتخابية

لم تعد البطولة الوطنية لكرة القدم مجرد منافسة رياضية بين فرق تطارد حلم التتويج او البقاء في القسم الاول، بل تحولت تدريجيا الى دوري سياسي ممتاز، تلعب فيه الكرة بأرجل السياسيين، وتسجل فيه الاهداف داخل صناديق الاقتراع اكثر مما تسجل داخل الشباك.

في مراكش، فاطمة الزهراء المنصوري لا تكتفي بمنصبها كعمدة، بل ترتدي قميص الكوكب المراكشي وتدافع عنه بشراسة، دعما وتمويلا ومرافعة.

في الرباط، المهدي بنسعيد رئيس الفريق الذي لا يخفي عاطفته الجارفة تجاه فريق يعقوب المنصور، ويتحدث عن مشروع رياضي تنموي، في وقت يتهمه البعض باستخدام الفريق كورقة تقوية لقاعدة انتخابية شبابية خامدة.

اما في سوس، فحدث ولا حرج: عزيز اخنوش، رئيس الحكومة، صار الاسم الاول خلف تمويل اولمبيك الدشيرة التاريخي https://dabapress.com/215227/ الذي صعد لأول مرة الى القسم الوطني الاول، فريق متواضع قبل سنوات، اصبح اليوم يلبس بذلة فاخرة بتمويل سخي، ليخرج من الهامش الى صدارة العناوين.

من التيران الى البرلمان… ومن الملعب الى المكتب السياسي

هكذا أصبحت الكرة أداة سياسية ناعمة، وتحول التيران الى ما يشبه منصة انتخابية، لا نعلم ان كان الجمهور يشجع الفريق ام الفاعل السياسي الذي يقف وراءه، وربما قريبا سنجد شعارات انتخابية ترفع بجانب اعلام الاندية، ومقابلات تحسم بالتزكيات بدل الاهداف.

اليست كرة القدم http://كرة القدم هي عبارة عن عائلة من الرياضات الجماعية التي تتضمن بدرجات متفاوتة ركل الكرة لتسجيل الهدف تستعمل اليوم في المغرب كوسيلة لاعادة بناء صورة السياسي؟ لم لا، وهي أكثر تأثيرا من البلاغات الحكومية، والأقرب للناس من برامج الاحزاب؟

هل ننتظر كلاسيكو سياسي؟

 

في الموسم المقبل، قد نشهد كلاسيكو سياسيا حارق؛الكوكب المراكشي ضد اولمبيك الدشيرة، المنصوري ضد اخنوش، بمدرجات مملوءة، وكاميرات مركزة، أصوات انتخابية تمهد لمعركة 2026.

اما بنسعيد، فيبدو انه يبني فريقه كما يبني مشروعه الشخصي، بموسيقى هادئة ولكن بخطوات محسوبة، وقد نراه يوما في نهائي الكأس، كما يطمح ان يكون يوما في نهائي قيادة حزب.

المغرب ملعب كبير… ومن يسجل اكثر؟

 

بين جمهور يريد فرجة، وسياسي يريد شعبية ورئاسة حكومة المونديال، تضيع  الروح الرياضية، لكن يبقى السؤال مفتوحا: من سيرفع الكأس؟ هل الفريق الافضل تكتيكيا… ام السياسي الاقوى ماليا؟

وفي النهاية، يظل المغرب هو الملعب الكبير، والشعب هو الجمهور الذي يصفق حينا، ويقاطع احيانا، وينتظر دائما… من يستحق فعلا ان يفوز؟ أم هي اعادة تجربة الوداد والرجاء وستطفوا يوما على سطح المشاداة والاتهامات؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى