الرئسيةدابا tvمجتمع

أكشاك ساحة تونزا بتاغزوت..مشاريع معلقة +فيديو

تحقيق…تحقيق…تحقيق

بقلم: بثينة المكودي

في قلب ساحة تونزا بتاغزوت، الساحة الساحلية التي تعرف حركية دائمة خصوصا في العطل والمواسم، تنتصب مجموعة من الاكشاك الصغيرة التي يبدو انها صممت لتكون فرصة حقيقية لخلق مشاريع تجارية ومورد رزق للشباب. لكن المفارقة ان اغلب هذه الاكشاك مقفلة، وبعضها يبدو مهجورا تماما، وكأن لا احد يرغب في استغلالها.

من بين جميع الاكشاك الموجودة، لا تشتغل الا 4 على مدار السنة، في حين تبقى البقية مغلقة، هذا الواقع يطرح عدة اسئلة حول الاسباب الحقيقية التي تجعل هذه الفضاءات بلا حياة، الا في فترات شهر يونيو وشهر غشت لتستغل البيع بعض الاكلات الجاهزة أو المشروبات او الحلازون وبثمن مهولة يفوق القدرة الشرائية للزوار المغاربة ولا تشجع الاجانب

شهادة من الميدان

التقينا ايمان، شابة تشتغل في احد الاكشاك النشيطة في الساحة، حدثت بثقة عن تجربتها وقالت ان مشروعها ناجح، ويحقق لها دخلا محترما، خاصة في فصل الصيف، مضيفة ان “ثمن الكراء في المتناول مقارنة مع المداخيل، والفرصة تستحق”.

وحين سألناها عن سبب بقاء اغلب الاكشاك مغلقة، اجابت:

كاين بزاف ديال الشباب ما عارفينش اصلا ان هاد الاكشاك ممكن يتكرو، ما كايناش المعلومة، وربما ما كاينش اللي يوجههم”.

اما عن ثمن الكراء بالتحديد، فقالت انه من الافضل التوجه للحراس او لمكتب البيع، والذي كان مغلقا في وقت زيارتنا.

“شاهد الفيديو” الرابط اسفله

صيف التجربة المحدودة

في الصيف الماضي، استغلت بعض هذه الاكشاك لفترة قصيرة، وقدمت اكلات خفيفة واطباقا شعبية محلية، اضافة الى مشروبات باردة وأخرى ساخنة ،لكن بالرغم  من الاقبال الذي عرفته الساحة حينها، اشتكى عدد من الزوار من الارتفاع  الكبير في الاثمنة،  مقارنة بجودة الخدمة او بالمعدل المعتمد في المحلات المجاورة، هذا الامر جعل فئة من الزبائن تتفادى التعامل معها، ما اثر على استمرارية بعض المشاريع، خاصة تلك التي لم تتمكن من تحقيق توازن بين الربح والمعقول.

اسباب محتملة لفراغ الاكشاك

غياب التوضيحات الرسمية يترك المجال مفتوحا لعدة فرضيات، من بينها،  نقص في المعلومة، حيث لا توجد لوائح واضحة او اشهارات موجهة للمواطنين حول كيفية الاستفادة من هذه الفضاءات، ولا حملات رقمية او ميدانية تعرفهم بالشروط.

اضافة الى ذلك ضعف المواكبة والتأطير حيث  اغلب الشباب ليست لديهم افكار واضحة حول المشاريع المناسبة لكشك صغير في ساحة عامة، ويفتقرون للتوجيه.

أو ربما تصورات خاطئة عن الكلفة،  فكثيرون يظنون ان الكراء غال جدا، فقط لان لا احد قدم لهم معلومات مضبوطة، او كنتيجة لارتفاع اسعار المنتجات المعرضة خلال الاشهر الموسمية التي تفتح فيها هذه الاكشاك .

يمكن ايضا ان  تكون المكاتب مغلقة ما يرجح ضعف التواصل، حيث عندما انتقلنا لطلب  الاستفسار،كانت المكاتب مغلقة، ولا يوجد من يرشد او يجيب لنا عودة في الموضوع  في انتظار ان تفتح .

فرص مهدورة في موقع استراتيجي

تغازوت تعرف حركة كبيرة من الزوار والسكان طيلة السنة وتكتظ خلال فترة الصيف، ووجود اكشاك مغلقة في هذا الموقع الحيوي يعتبر هدرا حقيقيا لفرص تنموية، فالمكان جاهز، والطلب موجود، لكن غياب التواصل والوضوح يجعل هذه الفضاءات خارج الخدمة.

من يتحمل المسؤولية

هل الجماعة هي المعنية؟ ام الشركة المفوضة؟ لماذا لا يتم اطلاق طلب عروض واضح وشفاف؟ واين هي مبادرات الدعم والمواكبة مثل برنامج فرصة؟ هل تنتظر هذه الاكشاك فقط من يفتحها، ام من يفتح امامها الافق؟

فهذه الاكشاك  ليست فقط بنايات صغيرة، بل فرص اقتصادية تنتظر من يستغلها، والواقع يقول ان المشكل ليس في غياب المستثمرين ، بل في غياب المعلومة والثقة والتوجيه، ما تحتاجه هذه الفضاءات هو نفس جديد، وارادة حقيقية لربطها بالشباب الحالم بمستقبل افضل، وحتى لا تبقى حكرا على طبقة دون الاخرى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى