الرئسيةثقافة وفنون

فوضى تعم افتتاح قرية كرنفال إنزكان

تحوّل افتتاح قرية الكرنفال بإنزكان، مساء يومه الاربعاء 11 يونيو الجاري، إلى مشهد فوضوي غير مسبوق، بعدما غصّت مداخل الفضاء بعشرات الآلاف من الزوار، في أجواء طغى عليها الازدحام الخانق، وانعدام التنظيم، وتردي شروط السلامة.

ورغم الإشعاع الثقافي والاحتفالي الذي تحظى به فعاليات الكرنفال، خاصة “بوجلود”، إلا أن اليوم الأول من هذه التظاهرة الشعبية كشف هشاشة البنية التنظيمية، وعجز الجهات المشرفة عن استباق موجة الإقبال الجماهيري، التي كانت متوقعة، بل معلومة.

ازدحام بلا مخارج ومداخل بلا إشراف

منذ الساعات الأولى للمساء، بدأت طوابير الزوار تتقاطر على موقع قرية الكرنفال، لكن دون أي إشارات واضحة، أو مسارات منظمة، ما خلق حالة من الارتباك دفعت الكثير من العائلات للانسحاب مبكرًا، بعد أن تحوّلت تجربة الترفيه إلى صراع مع الزحام ودرجات الحرارة المرتفعة.

وبينما كان الأطفال يترقبون لحظة الانبهار بالأزياء التنكرية والعروض الفلكلورية، كانت العشرات من الأمهات تحاولن اختراق الكتل البشرية لتأمين مخرج آمن لأبنائهن، في غياب مقلق لأفراد الأمن المنظمين أو فرق المساعدة.

عروض فنية تاهت وسط الفوضى

 

رغم جودة بعض العروض الفنية والتنكرية، فإنها مرّت في ظروف مشوّشة، دون قدرة على التتبع أو الاستمتاع. فمكبرات الصوت كانت تضيع وسط ضجيج الجماهير، والفرق المشاركة وجدت نفسها محاصَرة دون مسارات واضحة للعرض أو الانسحاب.

أحد الزوار قال بصوت غاضب: “ماشي معقول! واش هاد الاحتفال تنظم بلا خريطة؟ بلا ممرات؟ غير زيد وزيد وعيطو للناس يجيوا!”، بينما علّق آخر على فيسبوك: “افتتاح كرنفال إنزكان… بحال شي مهرجان بلا عنوان ولا روح تنظيمية!”

من يتحمل مسؤولية الفوضى؟

مرة أخرى، تجد مدينة إنزكان نفسها رهينة الإقبال الكبير على أنشطتها الثقافية دون أن تواكَب بما يكفي من التحضير والاستباق اللوجستي. والسؤال المطروح اليوم: كيف يمكن لمهرجان بهذا الحجم ألا تتوفر له آليات ضبط الحشود، وممرات طوارئ، وأطقم تأطير كافية؟

الإبداع لا يعفي من المسؤولية

كرنفال بوجلود ليس مجرد احتفال، بل واجهة ثقافية واجتماعية تُعبّر عن هوية مدينة بأكملها. لكن هذا الإبداع يحتاج حاضنة تنظيمية في المستوى. أما أن تُترك الساحة للارتجال، فيعني أن كل تلك الطاقات الفنية مهددة بالضياع وسط الزحام والصراخ وسوء التسيير.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى