بين عجز الجماعة وخطر قائم: الكلاب الضالة تقض مضجع الأكادريين+فيديو
15/06/2025
0
بقلم: بثينة المكودي
في شوارع أكادير، لم تعد الكلاب الضالة مجرد مشهد اعتيادي أو جزءًا من الفوضى الحضرية، بل تحوّلت إلى خطر حقيقي يهدد سلامة المواطنين، خاصة الأطفال والمسنين ومرتادي الأماكن العامة. حوادث الهجوم تتكرر، وصرخات الاستغاثة تعلو، لكن الحلول تظل غائبة في أدراج المجلس الجماعي.
وبالرغم من أن الدولة وضعت رهن إشارة الجماعات الترابية اتفاقية إطار، جمعت بين وزارة الداخلية ووزارة الصحة والهيئة الوطنية للأطباء البيطريين وعدد من الشركاء، بهدف تدبير إنساني وفعال لظاهرة الكلاب الضالة، عبر التلقيح والتعقيم والمراقبة، إلا أن جماعة أكادير – كسابقاتها في مدن أخرى – فشلت في تفعيل هذه الآلية.
اتفاقية إطار بين وزارة الداخلية ووزارة الصحة
تجدر الاشارة الى انه في ظل هذا الفراغ، يلجأ البعض إلى التحريض على القتل الجماعي للكلاب، وهو ما اعتبرته الناشطة الحقوقية زينب الخياطي دعوة “لفعل معاقب عليه قانونًا”، مضيفة:
“الدولة أوجدت الحل من خلال الاتفاقية الإطار بين وزارة الداخلية ووزارة الصحة وهيئة الأطباء البيطريين وباقي الشركاء، ورصدت ميزانية لذلك، لكن مع الأسف الجماعات عجزت عن تفعيل الاتفاقية”.
فهل تتحمل جماعة أكادير مسؤوليتها في ما يحدث؟ أم أن المواطن سيظل رهين الخوف، ينتظر تدخلًا بعد فوات الأوان؟
الإشكالية لا تتعلق فقط بالسلامة الجسدية، بل تمتد إلى سؤال أعمق: عن مدى جدية المؤسسات المحلية في تنزيل السياسات العمومية على أرض الواقع. فالاتفاقية وُضعت، والميزانية رُصدت، لكن العجز في التفعيل يكشف هشاشة التنسيق المحلي، وغياب الإرادة، أو غياب الكفاءة، أو الاثنين معًا.
من جهة أخرى، تُظهر هذه الأزمة الحاجة إلى استراتيجية تواصلية فعالة، توعّي المواطنين، وتُشرك المجتمع المدني، وتُقنع المتخوفين من التعايش مع الكلاب بتدابير بديلة عن الإعدام الجماعي، الذي لا يحل أصل المشكلة.
فهل نشهد قريبًا تحركا حقيقياا، أم أن أكادير ستظل ترزح تحت فوضى الأنياب؟