الرئسيةذاكرةصحة

المشي للخلف من بين 5 طرق لتقوية الذاكرة!

ثمة طرق عديدة مجربة، لتقوية الذاكرة وتحسين الحفظ، لكن ما الذي توصلت إليه آخر الأبحاث حول أساليب تقوية الذاكرة التي قد نراها مستقبلاً، وتتمحور حول المشي للخلف، والرسم، وممارسة التمارين الرياضية في الوقت المناسب، والاسترخاء، ونوم القيلولة.

قد نظن أن المكان والزمان شيئان مختلفان لا يمتان لبعضهما بصلة، رغم أن الزمان كثيراً ما يتداخل مع المكان في أحاديثنا دون أن ندري، فقد نقول مثلاً إننا نلقي هموم الماضي “وراء ظهورنا”، وقد يتخيل معظم الناس، أن الماضي مساحة مترامية الأطراف وقد صار خلفنا، والعكس مع المستقبل.

السير للخلف تقوي الذاكرة

وقرر باحثون، من جامعة روهامبتون البريطانية، استغلال هذا الرابط الذهني بين الزمان والمكان، للبحث عن وسيلة، لتحسين قدرتنا على استحضار الأحداث.

إذ عرضوا على متطوعين قائمة بكلمات، أو مجموعة من الصور، أو مقطع فيديو لامرأة سُرقت حقيبتها، وطلبوا منهم المشي للأمام، أو الخلف لمسافة 10 أمتار، في الغرفة، على دقات بندول الإيقاع.

ولاحظ الباحثون أن الأشخاص، الذين كانوا يسيرون للخلف، تذكروا عدداً أكبر من المعلومات، مقارنة بنظرائهم، الذين يسيرون للأمام، وكأن السير للخلف يحث الذهن على الرجوع بالزمن إلى الوراء، للوصول إلى الذكريات بسهولة.

ولاحظ الباحثون نفس النتائج مع الأشخاص، الذين تخيلوا أنهم يسيرون للخلف دون أن يبرحوا أماكنهم. وتتطابق هذه النتائج مع نتائج بحث آخر أُجري في العام 2006، إذ اكتشف الباحثون أن الفئران عندما تستكشف طريقها في المتاهة، تنشط لديها خلايا عصبية، تسمى “خلايا المكان” عند كل موقع تمر به.

فوائد استحضار الأحداث المتسلسلة زمنياً بشكل عكسي

وخلص الباحثون إلى أن استحضار الأحداث المتسلسلة زمنياً بشكل عكسي، يساعد الفئران في تذكر الطريق الصحيح.

وخلص أحد البحوث إلى أن البشر عندما يحاولون استحضار حدث من الماضي، فإنهم يعيدون ترتيب المعلومات في أذهانهم عكسياً، فإن أول ما يلفت نظرنا، على سبيل المثال، عندما تقع أعيننا على شيء ما، الرسومات والألوان ثم بعدها نحاول التعرف على طبيعة الشيء، لكن العكس يحدث عندما نحاول استرجاع تفاصيلة لاحقاً، إذ نتذكر أولاً الشيء نفسه، وبعدها تفاصيله، إن حالفنا الحظ.

في العام 2018، كلف باحثون مجموعة من الشباب والمسنين بحفظ قائمة من الكلمات، ثم قسموا المجموعة إلى فريقين، وطلبوا من فريق ربط كل كلمة برسم معين، ومن الفريق الآخر كتابة كل كلمة أثناء تعلمها.

وكان تأثير الرسم على الذاكرة ملحوظاً للغاية، إلى درجة أن المسنين في الفريق الأول، تمكنوا من استرجاع الكلمات بنفس كفاءة الشباب، وساعد الرسم مرضى الخرف أيضاً على التذكر.

الرسم يجبر على إمعان النظر في التفاصيل

ويرجع ذلك إلى أننا عندما نرسم شيئاً فإننا نجبر أنفسنا على إمعان النظر في التفاصيل، وهذا التفكير العميق يساعدنا في التذكر، ولهذا فإن مجرد كتابة قائمة التسوق تساعدك على تذكر المزيد من الأغراض، التي تود شراءها، حتى لو نسيت القائمة نفسها في المنزل.

فضلاً عن أن الرسم أفضل من الكتابة، في تحسين القدرة على استرجاع المعلومات. ولم تؤثر جودة الرسم على النتائج.

من المعروف أن التمارين الرياضية المفيدة للقلب والأوعية الدموية مثل الجري، تسهم في تقوية الذاكرة. وبينما كان تأثير ممارسة التمارين الرياضية بانتظام محدوداً على الذاكرة، فإن ممارسة التمارين الرياضية الشاقة، لفترة قصيرة أثناء اليوم، تساعد في تحسين القدرة على الحفظ، على المدى القصير على الأقل.

ممارسة الرياضة تُسهم في تثبيت المعلومات

وخلص أحد البحوث إلى أن ممارسة الرياضة، في التوقيت المناسب، تُسهم في تثبيت المعلومات، وتقوية الذاكرة طويلة الأمد.

إذ لاحظ الباحثون أن الأشخاص، الذين مارسوا التمارين الرياضية، لمدة 35 دقيقة بعد أربع ساعات من حفظ قائمة من الصور المقترنة بمواقع محددة، كانوا أكثر قدرة على استرجاع المعلومات، مقارنةً بنظرائهم، الذي مارسوا التمارين الرياضية، بعد الحفظ مباشرةً.

ويتطلع الباحثون مستقبلاً إلى التعرف على الوقت الأمثل، لممارسة التمارين الرياضية، للمساعدة في تقوية الذاكرة.

وطلب باحثون من بعض فاقدي الذاكرة حفظ قائمة من 15 كلمة، ثم طلبوا منهم ممارسة مهمة أخرى، وعندما اختبروهم بعد 10 دقائق، لم يتذكروا من القائمة سوى 14 في المئة فقط من محتوياتها، لكن عندما جلسوا في غرفة مظلمة، ولم يفعلوا أي شيء لمدة 15 دقيقة، تذكروا 49 في المئة من الكلمات.

واستخدمت ميكايلا ديوار، من جامعة هيريوت وات في إدنبره، نفس الطريقة في دراسات عديدة، ولاحظت أن الاستراحة القصيرة، بعد الحفظ مباشرةً، تسهم في تحسين قدرة الأصحاء على استرجاع المعلومات، حتى بعد أسبوع كامل من حفظها.

ولكي تتأكد ديوار من أن الأشخاص الخاضعين للدراسة لن يرددوا الكلمات، أثناء بقائهم في الغرفة المظلمة لمدة 10 دقائق، طلبت منهم حفظ كلمات صعبة النطق بلغة أجنبية يصعب تكرارها.

النوم، سواء كان أثناء النهار أو الليل، يساعد في تثبيت الذكريات

يرى العلماء أن النوم، سواء كان أثناء النهار أو الليل، يساعد في تثبيت الذكريات، من خلال استحضار المعلومة، التي تعلمناها للتو في الذهن وتكرارها. وقد طلب باحثون ألمانيون من متطوعين حفظ أزواج من الكلمات، ولاحظوا أن عدد الكلمات التي تذكروها، بعد أخذ قسط من النوم لمدة 90 دقيقة، كان أكثر من الكلمات، التي تذكروها بعد مشاهدة فيلم.

لكنّ بحثاً آخر أشار إلى أن هذه الطريقة أكثر فعالية مع الأشخاص المعتادين على القيلولة، وهذا ما دفع إليزابيث ماكديفيت وفريقها من جامعة كاليفورنيا ريفيرسايد إلى محاولة تدريب الأشخاص على الاستمتاع بقسط من النوم في منتصف النهار.

ولاحظت أن نوم القيلولة لم يسهم في تقوية ذاكرة الأشخاص غير المعتادين عليه، ولعل هؤلاء يحتاجون لفترة أطول من التدريب أو قد يساعدهم في المقابل المشي للخلف، أو الرسم، أو الجري، أو الاسترخاء، في استرجاع المعلومات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى