الرئسيةصحةمجتمع

مع اشتداد الحرارة: الجفاف يهدد كبار السن وجمعية تطلق توصيات

أطلقت الجمعية الوطنية المغربية لطب المسنين وعلوم الشيخوخة (SNMGG) تحذيرًا طبيًا  يدق ناقوس الخطر بشأن تعرض كبار السن لخطر “الجفاف الحاد”، داعية إلى التعامل الجاد والواعي مع هذا التهديد الصحي المتصاعد.

في بلاغ رسمي يحمل عنوان “ست توصيات لتفادي الجفاف عند الأشخاص المسنين”، شددت الجمعية على أن التقدم في السن يُضعف الإحساس بالعطش ويُبطئ آليات التكيف مع الحرارة، ما يجعل فئة المسنين من أكثر الفئات عرضة لمضاعفات ارتفاع درجات الحرارة، والتي قد تصل إلى فقدان الوعي أو الدخول في مضاعفات صحية خطيرة قد تستدعي الإنعاش.

توصيات الجمعية: خارطة طريق لحماية الحياة

جاء في البلاغ ست نصائح عملية وواقعية، موجهة لكل من يعول أو يرعى كبار السن، أو حتى للمسنين أنفسهم إن كانوا يعيشون باستقلالية:

1. الشرب دون انتظار العطش حيث تنصح الجمعية بعدم الاعتماد على الإحساس بالعطش كمؤشر، إذ أن الشعور بالعطش لدى المسنين قد يكون متأخرًا جدًا، ويشكل علامة على بداية الجفاف لا بداية الوقاية منه.

2. زيادة وتحديد كمية السوائل وذلك بتنويع مصادر السوائل، عبر شرب الماء، والمياه المنكهة، والحليب، والعصائر، ومشروبات الأعشاب، مع مراعاة متابعة الكميات بدقة.

3. تأجيل الخروج إلى آخر النهار اذ تنصح الجمعية بعدم مغادرة المنزل خلال ساعات النهار الحارة، وتأخير الأنشطة الخارجية إلى ما بعد الغروب، حيث تنخفض درجات الحرارة نسبيًا.

4. تبريد المسكن وتهوية الغرف

عبر تهوية الغرف صباحًا، ثم إغلاق النوافذ والستائر نهارًا لتفادي دخول حرارة الشمس، ما يساعد في خلق بيئة داخلية أكثر برودة.

5. استخدام أجهزة الترطيب مثل البخاخات أو أجهزة الرذاذ، التي تلطف حرارة الجو وتقلل من الإجهاد الحراري على الجسم.

6. استشارة الطبيب عند ظهور أي أعراض وأبرزها التعب، الإسهال، الحمى أو أي عرض جديد، لتفادي التأخير في تشخيص الجفاف، وتقييم ضرورة تعديل الأدوية خاصة المدرات التي تزيد فقدان السوائل.

خطر صامت يستهدف الفئات الضعيفة

تشير العديد من الدراسات العالمية إلى أن الجفاف عند المسنين قد لا يظهر بشكل واضح كما عند الشباب، وغالبًا ما يتم الخلط بين أعراضه وبين أمراض أخرى، وقد يؤدي هذا التأخر في التشخيص إلى نتائج مأساوية، خصوصًا إذا تزامن الجفاف مع أمراض مزمنة مثل السكري، أمراض القلب أو الفشل الكلوي.

وفي السياق المغربي، حيث تشهد البلاد خلال السنوات الأخيرة موجات حرّ غير مسبوقة، يبدو أن خطر الجفاف لم يعد مسألة ظرفية بل أصبح تحديًا صحّيًا موسميًا يتطلب تأهّبًا مجتمعيًا دائمًا، خصوصًا في ظل ضعف بنية الاستقبال الطبية للمسنين في العديد من المناطق القروية والنائية.

دعوة للمجتمع والأسرة

لا يخاطب بلاغ جمعية الأطباء المسنين فقط، بل يحمل رسالة صريحة للأسر المغربية، التي تشكل الحاضن الأول لهذه الفئة، بضرورة مراقبة استهلاك المسن للسوائل، وتوفير الجو المناسب له داخل المنزل، وتجنّب تعريضه لأي مجهود بدني أو تنقّل خلال ذروة الحرارة.

وفي ختام البلاغ، جددت الجمعية الوطنية المغربية لطب المسنين وعلوم الشيخوخة دعوتها إلى اعتماد هذه التوصيات كمرجع عملي، مؤكدة أن “الوقاية تبدأ بوعي بسيط لكنها قد تنقذ حياة” .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى