الرئسيةبيئةمجتمع

نساء الهامش في قلب ورشة عمل منظمة بيئية

بدعوة من الائتلاف المغربي من أجل المناخ والتنمية المستدامة ومؤسسة كارنجي للسلام الدولي، انطلقت يومه الثلاثاء 1يوليوز الجاري،أشغال ورشات عمل متخصصة حول موضوع “تمكين المجتمعات من أجل التحولات في مجال الطاقة المستدامة”، وذلك ضمن إطار نقاشات معمقة حول الحوكمة، الشمول، والمرونة البيئية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وفي إطار ورشة العمل الدولية المنظمة من طرف الائتلاف المغربي من أجل المناخ والتنمية المستدامة بشراكة مع مؤسسة كارنجي للسلام الدولي، حول تمكين المجتمعات من أجل التحولات في مجال الطاقة المستدامة  “الحوكمة، الشمول، والمرونة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا”، شاركت الباحثة فدوى الرجواني بمداخلة نوعية أثارت اهتمام المشاركين، بعنوان: “الآثار المناخية الجندرية في سوس ماسة: تأنيث الهشاشة والحاجة إلى استجابات مرنة”.

حيث في مداخلتها، أكدت الرجواني أن النظر إلى التغير المناخي من زاوية نسائية لم يعد اختيار، بل أصبح ضرورة تحتّمها العدالة الاجتماعية، لأن النساء، خاصة في المجتمعات الهشة، يعانين من تبعات الأزمة البيئية بشكل غير متساو مقارنة بالرجال، سواء من حيث فقدان سبل العيش، أو تحمل أعباء الرعاية، أو الإقصاء من دوائر القرار أثناء الأزمات.

وسلطت الضوء على الوضع المناخي في المغرب، مشيرة إلى أن تقارير الأمم المتحدة صنفت البلاد كواحدة من الدول المعرضة لتداعيات التغير المناخي، خاصة في المناطق القروية كسوس ماسة، حيث تهدد التغيرات المناخية حياة النساء العاملات في القطاع الزراعي، وتضع مصادر رزقهن على المحك.
وأبرزت فدوى الرجواني أن حوالي 6.5 مليون امرأة يعشن في القرى، و90% منهن يعتمدن على الزراعة لضمان لقمة العيش، في وقت يختار فيه الرجال غالبًا الهجرة نحو المدن أو الخارج، تاركين النساء في مواجهة أعباء الحياة اليومية وتبعات الأزمة المناخية.

هذا واستحضرت أمثلة دولية، مثل فيضانات جاكرتا، لتبيان كيف أن الأعباء الأسرية تقلل من قدرة النساء على النجاة، ما يجعل الكوارث المناخية أكثر فتكا بالنساء،كما شددت على أن الهجرة البيئية ليست متاحة للجميع، وأن النساء في الغالب يحاصرن في أماكن الخطر بسبب التقاليد والقيود الاجتماعية.

ومن جهة اخرى أكدت فدوى أن دور الباحثات في هذا المجال لا يقتصر على التحليل الأكاديمي، بل يحمل أيضا مسؤولية أخلاقية لتسليط الضوء على ما يقصى من النقاش العام، ونقل صوت النساء المتأثرات إلى قلب دوائر صنع القرار البيئي،موضحة “أن تكوني باحثة نسائية في المناخ”، يعني أن ترفضي الحياد عندما تكون المساواة في خطر”.

وللاشارة تندرج هذه الورشة ضمن مجهودات دولية تهدف إلى تعزيز الحوكمة البيئية الشاملة، وتمكين الفئات المتأثرة من لعب أدوار فاعلة في مواجهة التحديات المناخية.

وجدير بالذكر أن اللقاء شكّل مناسبة لتبادل التجارب والمقاربات بين فاعلين من خلفيات مختلفة، وطرح تساؤلات جوهرية حول علاقة السياسات المناخية بالعدالة الاجتماعية، خاصة في ظل تصاعد التحديات البيئية التي تواجهها دول الجنوب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى