
مرة أخرى، تسجّل المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بتيزنيت حضورها القوي ضمن المشهد التربوي الجهوي، بتحقيقها نسبة نجاح بلغت %79.85 في امتحانات نيل شهادة البكالوريا برسم دورة 2025، في مجمل الدورتين العادية والاستدراكية. هذه النسبة، القريبة جدًا من سقف 80 في المئة، تعكس دينامية تربوية متواصلة وتجسد ثمرة عمل جماعي متراكم.
وبلغة الأرقام، فقد بلغ عدد الناجحين في الدورة العادية 1687 تلميذة وتلميذًا، فيما تمكن 294 مترشحًا ومترشحة من النجاح في الدورة الاستدراكية، ليصل مجموع الناجحين إلى 1981 من بين المترشحين والمترشحات على صعيد المديرية. وهي حصيلة تُعدّ من بين الأعلى جهويا، خصوصًا إذا ما علمنا أن المعدل العام للنجاح على مستوى أكاديمية سوس ماسة لم يتجاوز %76.18.
هذه النتائج ليست وليدة الصدفة، بل هي نتيجة رؤية تربوية منسقة وانخراط فعلي للأطر الإدارية والتربوية، وكذا دعم الأسر والشركاء، في سبيل خلق بيئة تعليمية محفزة رغم التحديات. إنها أيضًا ثمرة تفاعل مؤسساتي بين المديرية وشركائها المحليين من جماعات ومجتمع مدني، ما عزز استقرارًا تربويًا ساهم في الرفع من مؤشرات النجاح.
وما يميز هذه الحصيلة أكثر، هو أنها تمثل السنة الثانية على التوالي التي تلامس فيها المديرية عتبة %80 من النجاح، وهو مؤشر دالّ على استمرارية الأداء الجيد وليس مجرد طفرة ظرفية. وهذا ما يجعل تيزنيت تحتل مكانة ريادية بين المديريات الإقليمية التابعة لأكاديمية سوس ماسة، ويؤهلها لأن تكون نموذجًا يحتذى به في التخطيط التربوي المحلي.
في سياق وطني يعرف تحولات مستمرة في السياسات التعليمية، تبقى مثل هذه النتائج داعمة لرهان الجودة والإنصاف، وداعية لتعزيز المكتسبات وتوسيع أثرها، بما يخدم المدرسة العمومية ويمنحها ما تستحق من ثقة ومكانة.