
في مشهد يتكرر كل صيف، عادت قناديل البحر لتطفو على سواحل الشمال المغربي، لاسيما بين مارتيل والفنيدق، مسببة قلقًا متزايدًا لدى المصطافين، خاصة الأطفال وأسرهم، في ذروة موسم الاصطياف. فهل تشكل هذه الكائنات الرخوية خطرًا حقيقيًا على سلامة مرتادي الشواطئ؟ وما سبل الوقاية والعلاج من لسعاتها؟
ظاهرة موسمية لكن متزايدة
يؤكد خبراء في علوم البحار أن ظهور قناديل البحر على سواحل البحر الأبيض المتوسط بالمغرب، خاصة في الشمال، هو ظاهرة موسمية ترتبط بعوامل مناخية وبيئية، منها ارتفاع درجات الحرارة، وتغير تيارات المياه، وتراجع عدد مفترساتها الطبيعية مثل السلاحف البحرية وبعض أنواع الأسماك. وتشهد بعض السنوات وفرة غير مسبوقة لهذه الكائنات، مما يؤثر سلبًا على النشاط السياحي المحلي.
هل القناديل خطيرة؟
بحسب مختصين، فإن أغلب أنواع القناديل التي تظهر على سواحل الشمال ليست قاتلة، لكن لسعاتها قد تكون مؤلمة جدًا، وتسبب التهابات جلدية فورية، وقد تؤدي لدى البعض إلى مضاعفات أكثر خطورة، خاصة الأطفال، ومرضى الحساسية، أو من يعانون من ضعف في المناعة، وتتنوع الأعراض بين الاحمرار والحكة، وظهور فقاعات جلدية، وفي حالات نادرة، اضطرابات في التنفس أو تشنجات.
الوقاية أولًا
ينصح أطباء الجلد وسلطات الوقاية المدنية باتباع عدد من الإرشادات لتفادي الإصابة بلسعات القناديل:
- الامتناع عن السباحة في المناطق التي تظهر فيها أعداد كبيرة منها، خاصة في الصباح الباكر أو عند الغروب.
- عدم لمس القناديل سواء كانت طافية في الماء أو على الشاطئ، حتى وإن بدت ميتة، لأن خلاياها اللاسعة قد تبقى نشطة.
- ارتداء ملابس سباحة واقية خاصة للأطفال.
- مراقبة إشعارات الإنذار المحلية التي تصدرها الجماعات أو المصالح البيئية والبحرية.
كيف تتصرف في حال التعرض للسعة؟
عند الإصابة بلسعة قنديل بحر، ينصح باتباع الخطوات التالية؛ الخروج الفوري من الماء لتجنب مزيد من اللسعات، غسل المنطقة المصابة بماء البحر وليس بالماء العذب، لأن هذا الأخير قد ينشّط الخلايا اللاسعة المتبقية، عدم حكّ أو فرك الجلد، وضع خلّ أبيض أو بيكربونات الصودا إن توفّرت، لتخفيف تأثير السم، وفي حالات الألم الشديد أو ظهور أعراض غير عادية، يجب التوجه إلى أقرب صيدلية أو مركز صحي لتلقي العلاج.
مطالب بآليات رصد وتحذير
يطالب فاعلون محليون ونشطاء بيئيون في مارتيل والفنيدق السلطات الجماعية والجهوية بتعزيز وسائل المراقبة والرصد البيئي في فصل الصيف، وإطلاق حملات توعية بأشكال مبسطة، خاصة في الأماكن المكتظة، مثل شواطئ السواني وكابو نيكرو، لتجنب الحوادث المتكررة، خصوصًا في ظل محدودية مراكز الإسعاف بالشواطئ.
بين متعة الاصطياف وحذر البحر
بالرغم من أن المخاطر محدودة لقناديل البحر، تبقى السباحة في البحر الأبيض المتوسط متعة لا تعوّض، خاصة في مدن كالفنيدق ومارتيل، التي تشهد تدفق آلاف الزوار يوميا غير أن هذا لا يمنع من تبني سلوكيات احترازية بسيطة، تضمن صيفا آمنا دون إصابات جلدية أو صحية.